ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذً اِبن جبل إلى اليمن،قال له : " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، أول ما تدعوهم إليه ..شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك،فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ،فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم وتُرد في فقرائهم ".
فلم يطلب من معاذ أن يُعْلمهم الصلاة، والزكاة، إلا بعد أن يجيبوا بشهادة أن لا إلا الله وأنّ محمداً رسول الله..
بأنه لا فائدةً، من الصلاةِ، والزكاةِ، وسائر الأعمال، بدون تحقيق الشهادتين، وهذا مما يدل على أهمية العقيدة، ومكانتها في الإسلام، وأنها يُبدأبها قبل كل أمرٍ بمعروف، أو نهيٍ عن منكر ،وهي عبادة الله وحدهُ لا شريكَ لهْ، وترك عبادة ما سواه، وكما قال تعالى:"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا""أََنِِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ"
والطاغوت: هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى، لأن العبادة لا تصح إذا كان معها شرك ،لا تصح إلا إذا كانت خالصةً لله عز ُوجل، أما الذي يعبد الله ،ويعبد معه غيره ،عبادته غير صحيحة، كما في الحديث القدسيأ ن الله جلٌوعلا قال: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك،من عَمِل عملاً أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه" وفي رواية : "فهوللذي أشرك، وأنا منه بريء"
ولا يأتي الأمر بالتوحيد، إلا ومعه النهي عن الشرك، لأن التوحيد لا يتحقق إلابِتجنبْ الشرك، فهما متلازمان، فلا يكفي أن الإنسان يقول: أنا اعبد الله، أُنا أُصلي،أنا أصوم ،أنا أحج ،أنا أتصدق، ولا يمنع هذا أن أدُعوا الحسن، والحُسين، وعبد القادر،وأستغيث بالأموات ،هذا لا يُقبل منه عملُُ، ولا تصح منه حسنةً واحده، حتى يُخلصَ عبادته لله سبحانه وتعالى فلا يشرك بربه أحد.
"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوامَعَ اللَّهِ أَحَدًا-" "فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِيِِنَ له الدِّينَ"
أي مُخلصين له الدُعاء، فلا تدعوا الله، وتدعوا معه غيره، من أصحاب القبور،والأموات، والغائبين، تستنجدوا بهم،تدعوا هذا وهذا ،وهذاشركُُ أكبر، يُخرج من الملة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أو تعبد الله، وتقول لا إله إلا الله،ثم تذبح للقبور، أو تنذر للأموات ،وغير ذلك، فهذا تناقض لا يقبله الله سبحانه وتعالى ،كما سمِعتم في الحديث"من عمل عملاً، أشرك معي فيه غيري، تركته و شركه "وفي رواية""فهوللذي أشرك، وأنا منه بريء"
أما مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا ،فهي كثيرة تجب معالجتها،وإلا فأنها سيكون لها أثارُُ قبيحة على العقيدة، وقد لا تبقى معها عقيدة إذا لم تُعالج .