يواجه المنتخب الجزائري انقساما خطيرا قد يكلفه فقدان بطاقة التأهل إلى
نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا بعد الغيرة التي دبت بين لاعبيه
إثر انضمام مراد مغني -لاعب وسط لاتسيو الإيطالي- إلى صفوف الخضر،
واشتراكه في التشكيلة الأساسية في مباراة الأوروجواي.
وتعمد أكثر من لاعب في خط الوسط خلال مباراة الجزائر والأوروجواي الودية
التي انتهت للخضر بهدف نظيف عدمَ التمرير لمغني حتى لا يظهر بمستوى جيد،
وهو ما أثار حفيظة اللاعب. كما ذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية اليوم الجمعة.
وكشفت مصادر مقربة من اللاعب أن نجم الفريق لاعب وسط فولفسبورج الألماني
كريم زياني الذي ظهر عصبيا في اللقاء، حاول التقليل من دور اللاعب عن طريق
عدم التمرير له، حتى لا يظهر بصورة جيدة، ويهدد مكانه في التشكيلة مستقبلا.
وأشارت إلى أن اللاعب أبدى صدمته واستغرابه الشديدين بعد اللقاء للمعاملة
التي تلقاها من زملائه في المنتخب إثر تعمد اللاعبين تجاهله، وعدم التمرير
له في الملعب، وقد غادر اللاعب الجزائر وهو غاضب.
وأوضحت أن اللاعب لم يتقبل عدم تمرير الكرات له من خلال رفع يديه في كل
مرة، وأنه لم ينم ليلته بعد المباراة، وأفصح لمقربيه بأنه شعر بأن هناك
تكتلا مقصودا من لاعبين اثنين على الأقل ضده في المنتخب، وأنهما كان
يركزان اللعب في الجهة اليسرى حتى لا يظهر بمستواه الجيد الذي قد يهدد به
مكانة أحد ركائز المنتخب في التشكيلة الأساسية.
وأشارت المصادر إلى أن مغني تأثر كثيرا لما حدث له في أول ظهور له مع
الخضر، إلى درجة أنه لم يذق طعم الأكل ولم ينم ليلته من شدة الصدمة، حيث
كان عزاؤه الوحيد، تقدير الجماهير له حين خرج في الشوط الثاني.
وعلى الرغم من ذلك، أكدت المصادر أن ما حدث للاعب مغني في مباراة
الأوروجواي لن يكون سببا في مقاطعته للخضر؛ حيث أكد قبل سفره بأنه سيعود
للمشاركة في المباراة الرسمية للمنتخب أمام زامبيا المقررة يوم 5
سبتمبر/أيلول المقبل.
وظهرت المؤامرة على مغني واضحة لدى جماهير الخضر الذين انتقدوا اللاعبين
لعدم تمريرهم الكرة لمغني، وخصّوا بالذكر لاعبين اثنين، وهما نفس اللاعبين
اللذين تحدث عنهما مغني لمقربيه.
وتعد
مهمة رابح سعدان -المدير الفني للخضر- في المرحلة المقبلة صعبة جدا؛ حيث
يتطلب منه تخطي ما حدث في مباراة الأوروجواي مع مغني، فضلا عن المحافظة
على روح التضامن المعنوية والتكتيكية للمجموعة في ظل ظهور متغيّرات قد
تكون نقمة على المنتخب أكثر منه نعمة.
ورغم أن كل النقاد الجزائريين قد أجمعوا على أن انضمام مغني للخضر سيعود
بالفائدة على الكرة الجزائرية لما يملكه من إمكانات كبيرة؛ فإن هذا المكسب
قد يتحوّل إلى نقمة داخل تشكيلة الخضر إذا لم يسارع سعدان إلى احتواء
الأزمة، وفرض الانضباط بطريقة ذكية، حفاظا على الروح التضامنية المعنوية
والتكتيكية للاعبين الذين أصبحوا مجبرين على وضع مصلحة المنتخب فوق أي
اعتبار.
وقد تركت سلوكيات بعض اللاعبين في مباراة الأوروجواي -كما هو الحال
بالنسبة لزياني الذي كان عصبيا- الانطباع بأن انضمام مغني للمنتخب أثر
سلبا على النسيج الكروي للخضر، وهو ما فطن له سعدان وقام بتغيير مغني في
بداية الشوط الثاني، حيث خرج الأخير ساخطا على زملائه الذين لم يمرروا له
الكرات بالشكل الكافي، شأنه شأن زميله عبد القادر غزال الذي أبدى انزعاجه
من زميله رفيق جبور الذي حرمه من كرتين كان بإمكانه التسجيل منهما.
ووضعت هذه المعطيات أكثر من علامة استفهام على مستقبل الخضر قبل مباراة
زامبيا في تصفيات المونديال، وخاصة في ظل توجه سعدان لضم محترفين جدد إلى
صفوف الخضر، أمثال حسان بيدا، لاعب بنفيكا البرتغالي.
يشار إلى أن سعدان يبحث قائمة تضم عشرة محترفين تمهيدا لضمهم إلى صفوف
الخضر في المستقبل، وهم سفيان فيجولي (جرونوبل الفرنسي)، رياض بودبوز
(سوشو الفرنسي)، ياسين إبراهيمي (رين الفرنسي)، إيدير واعلي (موكرون
البلجيكي)، محمد دحمان (بروج البلجيكي)، بن يمنية (برلين الألماني)، شادلي
عمري (ماينز الألماني) في القائمة، إضافةً إلى لاعبين آخرين يكون سعدان قد
اقترحهم.