غايل بوردن الابن الحليب المكثف عمل
بوردن (ولد في نيويورك) كباحث ومالك صحيفة قبل التحول إلى العمل في مجال
الابتكار بدوام كامل والتوصل في العام 1851 إلى هذا الاختراع الذي يدر
عليه دخلاً كبيراً. راودته فكرة ابتكار الحليب المكثف في خلال رحلة
بائسة على متن سفينة بخارية قام بها في وقت سابق من ذلك العام حيث رأى بعض
الأولاد يموتون بسبب الافتقار إلى الحليب الطازج، عندئذٍ عقد العزم على
إيجاد وسيلة فاعلة للحفاظ على هذا الغذاء. في هذا الاطار وجد أن تسخين
الحليب على ضغط وحرارة مرتفعة جعل المياه تتبخر من هذا السائل من دون أن
يؤدي ذلك إلى حرقه وخلّف مادة سميكة وحلوة يمكن أن تبقى سنوات. يُذكر
أن هذا الابتكار رأى النور في الوقت المناسب لتستفيد منه قوات الاتحاد
(الاتحاديون) أثناء الحرب الأهلية الأميركية التي اندلعت بعد 10 سنوات.
بالتالي انهالت طلبات الجيش المتلهف للحصول على طعام يمكن نقله بسهولة
بغزارة على شركاته وأصبح ثرياً. أمضى بوردن الجزء المتبقي من حياته في
إنتاج الحليب. غاريت مورغان إشارات المرور وأقنعة الغاز ولد
مورغان المتعدد المواهب الذي علّم نفسه بنفسه في كنتاكي في العام 1887
وانتقل إلى كليفيلاند حيث أنشأ إحدى الأخويات الأولى في الجامعات السوداء.
في سن العشرين، أجرى اختبارات على أجهزة للتنفس وفي العام 1914 اخترع
«قناع الأمان» لرجال الإطفاء الذين يواجهون مناخات مميتة. خضع قناع الغاز
هذا، وكان الأول من نوعه، لأول اختبار حقيقي في لايك إيري في العام 1916
عندما علق 32 عامل منجم في نفق منهار ولم يتمكن المنقذون من الوصول إليهم
بسبب الدخان والغبار فاستخدم مورغان وبعض المتطوعين هذه الأقنعة وأنقذوا
الكثير من الأرواح. رأى مورغان ضرورة ضبط السيارات بشكل أفضل على
طرقات المدن. أجريت تجارب عدة على إشارات المرور العاملة على الغاز منذ
العام 1868، إلا أنه لم يشغّل منها سوى إشارتي التوقف والانطلاق. اكتشف
مورغان الحاجة إلى إشارة مؤلفة من ثلاث مراحل تتخللها «إشارة صفراء
اللون»، فاخترعها في العام 1923 وباع فكرته إلى شركة جنرال إلكتريك مقابل
40 ألف دولار أميركي. أصبحت النسخة الإلكترونية الجهاز المعيار لضبط حركة
السير. بعد خمسة وثمانين عاماً، ما زالت هذه الإشارة الصفراء تدفع بسائقي
الدراجات النارية إلى الإسراع كالمجانين. صاموئيل كولت المسدسات تكمن
البراعة في مسدس صاموئيل كولت في تصميمه كي يصنع بكميات كبيرة دفعةً
واحدة. حين تقدم كولت ببراءة الاختراع في العام 1839، كانت المسدسات تصنع
بشق الأنفس مرةً واحدة على يد حرفيين ماهرين . يقول غرايم رايمر
في متحف «رويال أرموريز»: «كان الطلب على الأسلحة آنذاك كبيراً في
الولايات المتحدة الأميركية. صمم كولت مسدساً يمكن أن يصنع بأجزاء صغيرة
بواسطة آلات ويصار إلى جمعها في وقت لاحق ويمكن استبدال هذه الأجزاء
بأجزاء أخرى. هكذا، لم تعد بحاجة إلى حرفيين بارعين». نتيجة الأمر،
تقلصت فترات التصنيع في مصنع كولت المسمى «كولت أرموري» وكلفته وارتفعت
الأرباح. قُلدت هذه الاستراتيجية وغالباً ما تذكر كمثال أول للإنتاج
بكميات كبيرة وكنموذج للمعامل الأخرى التي ساهمت في اندلاع الثورة
الصناعية الأميركية. بفضل حصوله على براءة اختراع غير قابلة للدحض واحتكار
حقيقي، جمع كولت ثروةً من مسدسه، قدّرت قيمة عقاراته لدى وفاته عن 47 عاما
في العام 1862 بـ15 مليون دولار أميركي أي ما يعادل 7.5 ملايين جنيه
استرليني. فرانك زامبوني آلات تغطية حلبة التزلج أصبحت
نسخة كاسحة الثلوج المعدة لحلبات التزلج رائجة جداً في صفوف المعجبين
بالمتزلجين ولاعبي الهوكي على الجليد وينطبق هذا الأمر على مخترعها أيضاً.
ففي العام 2000 قاد أحد الكنديين المعجبين برياضة الهوكي على الجليد أحد
أشكال هذه الآليات المميزة على مسافة 4 آلاف ميل من الساحل إلى الساحل
تكريماً لهذا المخترع. ابتكر زامبوني هذه الآلة في العام 1949، وهي
تعتمد على شفرة حادة لتمليس سطح الجليد وتجميع الكميات المملسة قبل تفريغ
الآلة من المياه القذرة ونشر المياه الساخنة النظيفة من أجل الحصول على
سطح مستوٍ. يرتكز النموذج الأساسي لصنع هذه الآلة على محرك جيب
يعود إلى أيام الحرب وبعض محاور العجلات القديمة الخاصة بسيارة دودج. قبل
أن يتوصل زامبوني إلى هذا الاختراع، كانت مهمة وضع طبقة جديدة من الجليد
تستغرق 90 دقيقة وتتطلب مشاركة فريق عمل قوامه خمسة رجال، أما هذه الآلة
فتستطيع تغطية الحلبة في خلال 15 دقيقة. اليوم ما زالت العائلة تُعنى
بأعمال زامبوني وإذا أراد المرء الحصول على أفضل الأنواع منها سيكلفه ذلك
150 ألف دولار (أي 76.500 جنيه استرليني). في هذا السياق يقول
جوناثان ويثردون من رابطة اللاعبين المنتسبين إلى اتحاد الهوكي الوطني
الاميركي: «يحبّ المعجبون بنا كثيراً كاسحات زامبوني. في المباريات
الصغيرة التي تجريها الرابطة، لا يستطيع الأولاد أن يبعدوا أنظارهم عن
(مشاهدتها) في خلال فترات الاستراحة بين الجولات أثناء المباراة». لويس وترمان قلم الحبر وُلد
الرجل الذي أنقذ العالم من فوضى الريشة والمحبرة في نيويورك في العام
1837. بدأ حياته المهنية مدرّساً، نجاراً، ثم بائع كتب قبل أن يستقر في
مهنة بيع بوليصات التأمين. كان رجلاً ملتحياً يضع نظارتين ويتميز
بتحفظه المفرط، لذلك لم يتوقع أحد أن يخبىء في داخله شخصية المبتكر. فيما
كان يستعد في أحد الأيام لمقابلة زبون مهم، لطخ قلمه الرخيص البوليصة
بالحبر وسببت محاولته تنظيف العقد بتأخره عن موعده وخسر الزبون، فأقسم على
اختراع أداة أفضل. وضع التصاميم لقلم يحفظ الحبر في داخله إلى أن توصل إلى
تقنية قلم الحبر. أسس وترمان شركة Ideal Pen التي كانت تبيع 1000 قلم يوم
وفاته في العام 1901. صنّع وترمان أقلاماً عالية الجودة، متوازنة،
مغطاة بالذهب والفضة. عندما اجتاحت الأقلام المدورة الرأس السوق بعد عام
1945، لم تفقد أقلام وترمان مكانتها بسبب جودتها العالية، فصارت تُستخدم
لتوقيع العقود بخط جميل من دون ترك أي لطخة حبر على الورق. الدكتور روبرت أدلر جهاز التحكم عن بعد يُعتبر
العالم النمساوي الدكتور روبرت أدلر مخترعاً مبدعاً. في خمسينات القرن
العشرين، بدأ العمل على جهاز يمكن أن «يخفت صوت الإعلانات التلفزيونية
المزعجة» بتكليف من المدير التنفيذي في شركة زنيث راديو (لاحقاً زنيث
للإلكترونيات) التي كان يعمل فيها وفي عام 1956، اخترع جهازاً لاسلكياً
للتحكم عن بعد. صحيح أن هذا الجهاز جاء نتاج عمل جماعي لأن أدلر كان يعمل
مع زميله في الشركة يوجين بولي، إلا أن اقتراحه استخدام موجات فوق صوتية
أدى في النهاية إلى التخلص من الأسلاك. كان أدلر يملك 180 براءة
اختراع أميركية يوم وفاته العام الماضي، كذلك ابتكر تقنية الموجات الصوتية
التي تُستخدم في شاشات آلات شراء البطاقات. لا شك في أن قلة من الأشخاص
ساهموا في تسهيل حياة الناس مثل أدلر. دوغلاس انغلبرت فأرة الكمبيوتر في
الطلب الذي تقدم به انغلبرت للحصول على براءة اختراع في العام 1970، وصف
ابتكاره بأنه «محدد للموقع في نظام عرض». منذ 40 سنة وحتى اليوم ما زال
هذا الابتكار مستعملاً وهو معروف في أرجاء العالم كافة باسم «ماوس» أي
الفأرة. منذ بداياتها المتواضعة في علبة خشبية مزودة بإطارات
معدنية، حولت الفأرة أجهزة الكمبيوتر من آلات متخصصة لا يستعملها إلا
الرجال الذين يرتدون برانس بيضاء إلى جهاز خارق يستعمله الجميع. في
هذا السياق يقول غراهام سميث، محرر في مجلة PC Pro: «على لوحة مفاتيح
الكمبيوتر مئات الطرق التي يضغط من خلالها المرء على المفتاح الخطأ، لكن
مع ابتكار هذه الفأرة بات أي شخص يستطيع الجلوس واستخدام الكمبيوتر من دون
الحاجة إلى تعلم اللغة الخاصة بهذا الجهاز». بالعودة إلى العام 1970، كان انغلبرت متواضعاً في ما يتعلق باختراعه «سُميت بالفأرة لأن الذيل يحتل المؤخرة». غير
أن انغلبرت حصل في العام 1997 على جائزة ليملسون في معهد ماساشوسيتس
للتكنولوجيا بقيمة 500 ألف دولار، وهو أكبر مبلغ نقدي يدفع في العالم لقاء
أي ابتكار أو اختراع، كذلك قلده الرئيس بيل كلينتون المدالية الوطنية
للتكنولوجيا عام 2000. دون دير المحراث في
العام 1836 هرب جون دير (ابن خياط) من فرمونت بسبب الإفلاس، تاركاً وراءه
زوجة وستة أولاد، فتوجه إلى إيلينوي بحثاً عن عمل، هناك اكتشف أن ثمة حاجة
إلى حدادين، كذلك لاحظ أن محاريث الحديد التي يستخدمها السكان تنغرز
بالكاد في تربة إيلينوي الصلبة، لذلك قرر ابتكار محراث يسهل حياة المزارع. طبَّق
دير على محاريثه المبادئ نفسها التي طبقها والده على الإبر في مشغله،
فكلما لمّعت الإبرة وسننتها، انغرزت بسهولة في المواد القاسية. لذلك راح
دير يلمّع المحاريث ويسنها جيداً وصار يصنعها من الفولاذ فابتكر أفضل
الأدوات الزراعية في المنطقة. في العام 1841، صنّع دير 75 محراثاً
في السنة ومئة في السنة التالية، فانضمت إليه عائلته. في العام 1868 سلَّم
ابنه تشارلز الشركة كي يتفرغ للسياسة وما لبثت الشركة أن اتسعت لتشمل كل
الأدوات والمعدات الزراعية. في العام 1912، بدأت تنتج الجرارات، وكان
جراره الأول من طراز Dan All-Wheel Drive. بسبب الفقر الذي عاناه
دير في مستهل حياته، رفضت الشركة استرجاع المعدات الزراعية من العائلة
المفلسة خلال الكساد الكبير. اليوم أضحت شركة جون دير أكبر مصنع للمعدات
الزراعية في أميركا وتحتل المرتبة الثامنة والتسعين في تصنيف Fortune 500. بيولا هنري صانعة المثلجات حازت
بيولا هنري (المولودة في ممفيس، تينيسي عام 1887) لقب «السيدة إديسون»
بسبب اختراعاتها الكثيرة. عند وفاتها عام 1973، كانت اخترعت 110 أدوات
ونالت 49 براءة اختراع. حصلت على براءة الاختراع الأولى عام 1912
لدى اختراعها مجمدة المثلجات، ثم اخترعت آلة خياطة بلا مكوك، مظلة، حقيبة
يد تتناسب مع الملابس واسفنجات مليئة بالصابون للأطفال. كانت إحدى
النساء الأوائل والقلائل اللواتي حققن أرباحاً من هذه الاختراعات
المتعددة. عندما بلغت السابعة والثلاثين، كانت تترأس شركتين. انتقلت
إلى نيويورك في مرحلة مبكرة من نجاحها، لم تتزوج على الاطلاق بل كرست
وقتها للرسم والكتابة وتركت معظم أموالها لجمعيات الرفق بالحيوان. ميلتون برادلي ألعاب الرقعة قبل
لعبة كلوديو والمونوبولي أو حتى السكرابل، كانت هناك لعبة الحياة المزودة
بالمربعات وكان يجتمع اللاعبون حولها ويستخدمون العملة الرمزية ويُحدد
البلبل مدى تقدم اللعبة. عمل مخترع هذه اللعبة ميلتون برادلي (المولود عام
1836 في ماين)، مصمماً في شركة لبناء عربات السكك الحديدية. لم يلقَ عمله
نجاحاً إلى أن أعطاه صديقه لعبة أطفال مستوردة تتحرك الأحرف فيها عبر
مربعات. في اللعبة التي اخترعها برادلي، يتحرك اللاعب عبر مربعات
من الحسنات والسيئات الاجتماعية ولكن الهدف الحقيقي في النهاية هو تحقيق
انجاز وثروة ونجاح تجاري. لاقت لعبة الحياة المزودة بالمربعات نجاحاً
باهراً لدى ظهورها عام 1860. بيعت الكمية المطروحة في السوق خلال يومين
وصُنع منها 40 ألف وحدة في السنة التالية. مع أنه حوّل اهتمامه إلى
المسائل العلمية والتعليمية، إلا أن شركة ميلتون برادلي ازدهرت وأصبحت
الآن جزءاً من شركة هاسبرو، صانعة الأحجيات والألعاب الأكبر في العالم. ما
زالت لعبته الأولى موجودة حتى يومنا هذا على شكل لعبة الحياة.
بوردن (ولد في نيويورك) كباحث ومالك صحيفة قبل التحول إلى العمل في مجال
الابتكار بدوام كامل والتوصل في العام 1851 إلى هذا الاختراع الذي يدر
عليه دخلاً كبيراً. راودته فكرة ابتكار الحليب المكثف في خلال رحلة
بائسة على متن سفينة بخارية قام بها في وقت سابق من ذلك العام حيث رأى بعض
الأولاد يموتون بسبب الافتقار إلى الحليب الطازج، عندئذٍ عقد العزم على
إيجاد وسيلة فاعلة للحفاظ على هذا الغذاء. في هذا الاطار وجد أن تسخين
الحليب على ضغط وحرارة مرتفعة جعل المياه تتبخر من هذا السائل من دون أن
يؤدي ذلك إلى حرقه وخلّف مادة سميكة وحلوة يمكن أن تبقى سنوات. يُذكر
أن هذا الابتكار رأى النور في الوقت المناسب لتستفيد منه قوات الاتحاد
(الاتحاديون) أثناء الحرب الأهلية الأميركية التي اندلعت بعد 10 سنوات.
بالتالي انهالت طلبات الجيش المتلهف للحصول على طعام يمكن نقله بسهولة
بغزارة على شركاته وأصبح ثرياً. أمضى بوردن الجزء المتبقي من حياته في
إنتاج الحليب. غاريت مورغان إشارات المرور وأقنعة الغاز ولد
مورغان المتعدد المواهب الذي علّم نفسه بنفسه في كنتاكي في العام 1887
وانتقل إلى كليفيلاند حيث أنشأ إحدى الأخويات الأولى في الجامعات السوداء.
في سن العشرين، أجرى اختبارات على أجهزة للتنفس وفي العام 1914 اخترع
«قناع الأمان» لرجال الإطفاء الذين يواجهون مناخات مميتة. خضع قناع الغاز
هذا، وكان الأول من نوعه، لأول اختبار حقيقي في لايك إيري في العام 1916
عندما علق 32 عامل منجم في نفق منهار ولم يتمكن المنقذون من الوصول إليهم
بسبب الدخان والغبار فاستخدم مورغان وبعض المتطوعين هذه الأقنعة وأنقذوا
الكثير من الأرواح. رأى مورغان ضرورة ضبط السيارات بشكل أفضل على
طرقات المدن. أجريت تجارب عدة على إشارات المرور العاملة على الغاز منذ
العام 1868، إلا أنه لم يشغّل منها سوى إشارتي التوقف والانطلاق. اكتشف
مورغان الحاجة إلى إشارة مؤلفة من ثلاث مراحل تتخللها «إشارة صفراء
اللون»، فاخترعها في العام 1923 وباع فكرته إلى شركة جنرال إلكتريك مقابل
40 ألف دولار أميركي. أصبحت النسخة الإلكترونية الجهاز المعيار لضبط حركة
السير. بعد خمسة وثمانين عاماً، ما زالت هذه الإشارة الصفراء تدفع بسائقي
الدراجات النارية إلى الإسراع كالمجانين. صاموئيل كولت المسدسات تكمن
البراعة في مسدس صاموئيل كولت في تصميمه كي يصنع بكميات كبيرة دفعةً
واحدة. حين تقدم كولت ببراءة الاختراع في العام 1839، كانت المسدسات تصنع
بشق الأنفس مرةً واحدة على يد حرفيين ماهرين . يقول غرايم رايمر
في متحف «رويال أرموريز»: «كان الطلب على الأسلحة آنذاك كبيراً في
الولايات المتحدة الأميركية. صمم كولت مسدساً يمكن أن يصنع بأجزاء صغيرة
بواسطة آلات ويصار إلى جمعها في وقت لاحق ويمكن استبدال هذه الأجزاء
بأجزاء أخرى. هكذا، لم تعد بحاجة إلى حرفيين بارعين». نتيجة الأمر،
تقلصت فترات التصنيع في مصنع كولت المسمى «كولت أرموري» وكلفته وارتفعت
الأرباح. قُلدت هذه الاستراتيجية وغالباً ما تذكر كمثال أول للإنتاج
بكميات كبيرة وكنموذج للمعامل الأخرى التي ساهمت في اندلاع الثورة
الصناعية الأميركية. بفضل حصوله على براءة اختراع غير قابلة للدحض واحتكار
حقيقي، جمع كولت ثروةً من مسدسه، قدّرت قيمة عقاراته لدى وفاته عن 47 عاما
في العام 1862 بـ15 مليون دولار أميركي أي ما يعادل 7.5 ملايين جنيه
استرليني. فرانك زامبوني آلات تغطية حلبة التزلج أصبحت
نسخة كاسحة الثلوج المعدة لحلبات التزلج رائجة جداً في صفوف المعجبين
بالمتزلجين ولاعبي الهوكي على الجليد وينطبق هذا الأمر على مخترعها أيضاً.
ففي العام 2000 قاد أحد الكنديين المعجبين برياضة الهوكي على الجليد أحد
أشكال هذه الآليات المميزة على مسافة 4 آلاف ميل من الساحل إلى الساحل
تكريماً لهذا المخترع. ابتكر زامبوني هذه الآلة في العام 1949، وهي
تعتمد على شفرة حادة لتمليس سطح الجليد وتجميع الكميات المملسة قبل تفريغ
الآلة من المياه القذرة ونشر المياه الساخنة النظيفة من أجل الحصول على
سطح مستوٍ. يرتكز النموذج الأساسي لصنع هذه الآلة على محرك جيب
يعود إلى أيام الحرب وبعض محاور العجلات القديمة الخاصة بسيارة دودج. قبل
أن يتوصل زامبوني إلى هذا الاختراع، كانت مهمة وضع طبقة جديدة من الجليد
تستغرق 90 دقيقة وتتطلب مشاركة فريق عمل قوامه خمسة رجال، أما هذه الآلة
فتستطيع تغطية الحلبة في خلال 15 دقيقة. اليوم ما زالت العائلة تُعنى
بأعمال زامبوني وإذا أراد المرء الحصول على أفضل الأنواع منها سيكلفه ذلك
150 ألف دولار (أي 76.500 جنيه استرليني). في هذا السياق يقول
جوناثان ويثردون من رابطة اللاعبين المنتسبين إلى اتحاد الهوكي الوطني
الاميركي: «يحبّ المعجبون بنا كثيراً كاسحات زامبوني. في المباريات
الصغيرة التي تجريها الرابطة، لا يستطيع الأولاد أن يبعدوا أنظارهم عن
(مشاهدتها) في خلال فترات الاستراحة بين الجولات أثناء المباراة». لويس وترمان قلم الحبر وُلد
الرجل الذي أنقذ العالم من فوضى الريشة والمحبرة في نيويورك في العام
1837. بدأ حياته المهنية مدرّساً، نجاراً، ثم بائع كتب قبل أن يستقر في
مهنة بيع بوليصات التأمين. كان رجلاً ملتحياً يضع نظارتين ويتميز
بتحفظه المفرط، لذلك لم يتوقع أحد أن يخبىء في داخله شخصية المبتكر. فيما
كان يستعد في أحد الأيام لمقابلة زبون مهم، لطخ قلمه الرخيص البوليصة
بالحبر وسببت محاولته تنظيف العقد بتأخره عن موعده وخسر الزبون، فأقسم على
اختراع أداة أفضل. وضع التصاميم لقلم يحفظ الحبر في داخله إلى أن توصل إلى
تقنية قلم الحبر. أسس وترمان شركة Ideal Pen التي كانت تبيع 1000 قلم يوم
وفاته في العام 1901. صنّع وترمان أقلاماً عالية الجودة، متوازنة،
مغطاة بالذهب والفضة. عندما اجتاحت الأقلام المدورة الرأس السوق بعد عام
1945، لم تفقد أقلام وترمان مكانتها بسبب جودتها العالية، فصارت تُستخدم
لتوقيع العقود بخط جميل من دون ترك أي لطخة حبر على الورق. الدكتور روبرت أدلر جهاز التحكم عن بعد يُعتبر
العالم النمساوي الدكتور روبرت أدلر مخترعاً مبدعاً. في خمسينات القرن
العشرين، بدأ العمل على جهاز يمكن أن «يخفت صوت الإعلانات التلفزيونية
المزعجة» بتكليف من المدير التنفيذي في شركة زنيث راديو (لاحقاً زنيث
للإلكترونيات) التي كان يعمل فيها وفي عام 1956، اخترع جهازاً لاسلكياً
للتحكم عن بعد. صحيح أن هذا الجهاز جاء نتاج عمل جماعي لأن أدلر كان يعمل
مع زميله في الشركة يوجين بولي، إلا أن اقتراحه استخدام موجات فوق صوتية
أدى في النهاية إلى التخلص من الأسلاك. كان أدلر يملك 180 براءة
اختراع أميركية يوم وفاته العام الماضي، كذلك ابتكر تقنية الموجات الصوتية
التي تُستخدم في شاشات آلات شراء البطاقات. لا شك في أن قلة من الأشخاص
ساهموا في تسهيل حياة الناس مثل أدلر. دوغلاس انغلبرت فأرة الكمبيوتر في
الطلب الذي تقدم به انغلبرت للحصول على براءة اختراع في العام 1970، وصف
ابتكاره بأنه «محدد للموقع في نظام عرض». منذ 40 سنة وحتى اليوم ما زال
هذا الابتكار مستعملاً وهو معروف في أرجاء العالم كافة باسم «ماوس» أي
الفأرة. منذ بداياتها المتواضعة في علبة خشبية مزودة بإطارات
معدنية، حولت الفأرة أجهزة الكمبيوتر من آلات متخصصة لا يستعملها إلا
الرجال الذين يرتدون برانس بيضاء إلى جهاز خارق يستعمله الجميع. في
هذا السياق يقول غراهام سميث، محرر في مجلة PC Pro: «على لوحة مفاتيح
الكمبيوتر مئات الطرق التي يضغط من خلالها المرء على المفتاح الخطأ، لكن
مع ابتكار هذه الفأرة بات أي شخص يستطيع الجلوس واستخدام الكمبيوتر من دون
الحاجة إلى تعلم اللغة الخاصة بهذا الجهاز». بالعودة إلى العام 1970، كان انغلبرت متواضعاً في ما يتعلق باختراعه «سُميت بالفأرة لأن الذيل يحتل المؤخرة». غير
أن انغلبرت حصل في العام 1997 على جائزة ليملسون في معهد ماساشوسيتس
للتكنولوجيا بقيمة 500 ألف دولار، وهو أكبر مبلغ نقدي يدفع في العالم لقاء
أي ابتكار أو اختراع، كذلك قلده الرئيس بيل كلينتون المدالية الوطنية
للتكنولوجيا عام 2000. دون دير المحراث في
العام 1836 هرب جون دير (ابن خياط) من فرمونت بسبب الإفلاس، تاركاً وراءه
زوجة وستة أولاد، فتوجه إلى إيلينوي بحثاً عن عمل، هناك اكتشف أن ثمة حاجة
إلى حدادين، كذلك لاحظ أن محاريث الحديد التي يستخدمها السكان تنغرز
بالكاد في تربة إيلينوي الصلبة، لذلك قرر ابتكار محراث يسهل حياة المزارع. طبَّق
دير على محاريثه المبادئ نفسها التي طبقها والده على الإبر في مشغله،
فكلما لمّعت الإبرة وسننتها، انغرزت بسهولة في المواد القاسية. لذلك راح
دير يلمّع المحاريث ويسنها جيداً وصار يصنعها من الفولاذ فابتكر أفضل
الأدوات الزراعية في المنطقة. في العام 1841، صنّع دير 75 محراثاً
في السنة ومئة في السنة التالية، فانضمت إليه عائلته. في العام 1868 سلَّم
ابنه تشارلز الشركة كي يتفرغ للسياسة وما لبثت الشركة أن اتسعت لتشمل كل
الأدوات والمعدات الزراعية. في العام 1912، بدأت تنتج الجرارات، وكان
جراره الأول من طراز Dan All-Wheel Drive. بسبب الفقر الذي عاناه
دير في مستهل حياته، رفضت الشركة استرجاع المعدات الزراعية من العائلة
المفلسة خلال الكساد الكبير. اليوم أضحت شركة جون دير أكبر مصنع للمعدات
الزراعية في أميركا وتحتل المرتبة الثامنة والتسعين في تصنيف Fortune 500. بيولا هنري صانعة المثلجات حازت
بيولا هنري (المولودة في ممفيس، تينيسي عام 1887) لقب «السيدة إديسون»
بسبب اختراعاتها الكثيرة. عند وفاتها عام 1973، كانت اخترعت 110 أدوات
ونالت 49 براءة اختراع. حصلت على براءة الاختراع الأولى عام 1912
لدى اختراعها مجمدة المثلجات، ثم اخترعت آلة خياطة بلا مكوك، مظلة، حقيبة
يد تتناسب مع الملابس واسفنجات مليئة بالصابون للأطفال. كانت إحدى
النساء الأوائل والقلائل اللواتي حققن أرباحاً من هذه الاختراعات
المتعددة. عندما بلغت السابعة والثلاثين، كانت تترأس شركتين. انتقلت
إلى نيويورك في مرحلة مبكرة من نجاحها، لم تتزوج على الاطلاق بل كرست
وقتها للرسم والكتابة وتركت معظم أموالها لجمعيات الرفق بالحيوان. ميلتون برادلي ألعاب الرقعة قبل
لعبة كلوديو والمونوبولي أو حتى السكرابل، كانت هناك لعبة الحياة المزودة
بالمربعات وكان يجتمع اللاعبون حولها ويستخدمون العملة الرمزية ويُحدد
البلبل مدى تقدم اللعبة. عمل مخترع هذه اللعبة ميلتون برادلي (المولود عام
1836 في ماين)، مصمماً في شركة لبناء عربات السكك الحديدية. لم يلقَ عمله
نجاحاً إلى أن أعطاه صديقه لعبة أطفال مستوردة تتحرك الأحرف فيها عبر
مربعات. في اللعبة التي اخترعها برادلي، يتحرك اللاعب عبر مربعات
من الحسنات والسيئات الاجتماعية ولكن الهدف الحقيقي في النهاية هو تحقيق
انجاز وثروة ونجاح تجاري. لاقت لعبة الحياة المزودة بالمربعات نجاحاً
باهراً لدى ظهورها عام 1860. بيعت الكمية المطروحة في السوق خلال يومين
وصُنع منها 40 ألف وحدة في السنة التالية. مع أنه حوّل اهتمامه إلى
المسائل العلمية والتعليمية، إلا أن شركة ميلتون برادلي ازدهرت وأصبحت
الآن جزءاً من شركة هاسبرو، صانعة الأحجيات والألعاب الأكبر في العالم. ما
زالت لعبته الأولى موجودة حتى يومنا هذا على شكل لعبة الحياة.