اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء ان على السلطات العراقية "الا تتجاوز المعقول" في تعاملها مع الصحافي الذي رماه بحذائه خلال مؤتمر صحافي في بغداد.
وردا على سؤال خلال مقابلة مع شبكة "سي.ان.ان" عن مصير منتظر الزيدي الصحافي قناة البغدادية الذي رماه بحذائيه وشتمه اجاب الرئيس الاميركي "لا اعرف ما ستقوم به السلطات العراقية. ولست واثقا حتى من وضعه. فعليها الا تتجاوز المعقول".
وقال بوش "في البداية لم يتح لي فعلا الوقت لافكر. كنت منهمكا في تجنب" الحذاءين. واضاف ان تلك الحادثة "كانت واحدة من اتفه اللحظات في رئاستي".
وذكر بوش "كنت مستعدا للرد على اسئلة تطرحها صحافة حرة في عراق ديموقراطي ووقف هذا الشاب ورماني بحذائيه". وتابع بوش الذي بدا انه لا يضمر اي كراهية "كانت طريقة مهمة للتعبير عن الرأي ...".
وقالت المتحدثة باسم الرئيس بوش الثلاثاء ان الاخير سيترك للسلطات العراقية التعامل مع الصحافي الذي رشقه بحذائيه سواء لجهة معاقبته او العفو عنه.
واكدت دانا بيرينو ايضا ان بوش راض عن الحماية التي وفرتها اجهزته الامنية رغم التساؤلات التي اثارتها حادثة الاحد في هذا الصدد.
وقالت بيرينو للصحافيين ردا على سؤال عما اذا كان الرئيس الاميركي يؤيد معاقبة الصحافي منتظر الزيدي "يعتقد الرئيس ان العراق بلد سيد بلد ديموقراطي سينتهجون الالية التي تلائمهم. ولكن كما سبق ان قلت لا يكن الرئيس اي ضغينة بعد هذا الحادث".
واضافت "لقد انتقلنا فعلا الى امور اخرى" رغم ان مشهد الصحافي العراقي يرشق الرئيس الاميركي بحذائيه سيظل على الارجح راسخا في اذهان العالم اجمع خلال زيارة بوش الاخيرة للعراق.
وبالنسبة الى العفو عن الزيدي قالت بيرينو "هذا الامر من صلاحية رئيس الوزراء (العراقي) واجهل ما ينص عليه دستورهم" في هذا الصدد.
واشتهر الصحافي العراقي منتظر الزيدي من قناة البغدادية اثر حادثة القاء حذاء على الرئيس بوش خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارة مفاجئة لبغداد الاحد.
واثارت هذه الحادثة انقسامات في صفوف الرأي العام العراقي كما انها تترجم مشاعر الغضب في العالم الاسلامي على قرار بوش شن حرب على العراق.
واعتبر البعض في المنطقة الزيدي بطلا وتعالت الاصوات المطالبة بالافراج عنه.
وبعد الحادثة اقتادت الاجهزة الامنية العراقية الزيدي الذي قد يتعرض للسجن لسنوات.
واتهم ضرغام الزيدي (32 عاما) شقيق منتظر قوات الامن العراقية بضرب شقيقه منتظر والتسبب بكسر ذراعه وبعض اضلعه واصابته في عينه.
وقال في اتصال هاتفي مع فرانس برس "وردتنا معلومات من رجال امن يعملون في المنطقة الخضراء تؤكد ان منتظر (الزيدي) معتقل حاليا من قبل قوات الامن العراقية هناك".
وتعليقا على هذا الامر نبهت وزارة الخارجية الاميركية الى انها ستدين اي اعمال عنف قد يتعرض لها الصحافي من جانب القوات العراقية.
وقال المتحدث باسم الخارجية روبرت وود "ندين طبعا اي استخدام غير مجد للقوة بحق الصحافي" مؤكدا انه لا يعلم ما اذا كان الزيدي تعرض فعلا للضرب.
واضاف "اذا كان الامر على هذا النحو فنحن ندينه".
وقالت بيرينو ان بوش "راض" عن الحماية التي وفرتها له اجهزته الامنية. واضافت "في النهاية ما القي على الرئيس كان مجرد حذاء".
وقللت بيرينو التي تعرضت لتدافع اثر وقوع الحادثة مجددا من شأنها.
واضافت "اعتقد انه لا يمكن اعتبار شخص يرمي حذاءه على الرئيس بانه يمثل الشعب العراقي".
واوضحت "اعلم ان هناك اشخاصا غاضبين في العراق بسبب اوضاعهم. لم تكن السنوات الخمس الاخيرة سهلة".
لكنها ذكرت ان رئيس الوزراء العراقي والصحافيين العراقيين الذين حضروا المؤتمر الصحافي قدموا اعتذارات "باسم العراقيين مؤكدين انهم لا يعاملون عادة الضيوف بهذه الطريقة".