![•¦[• مـسـؤول اداري •]¦•](https://2img.net/r/ihimizer/img140/5812/2009.gif "•¦[• مـسـؤول اداري •]¦•")
800 مصاب و100 حالة جديدة كل سنة التهاب الكبد يحوّل بريكة إلى منطقة موبوءة 140 مصاب توفّوا منذ جانفي الماضي | |
وسط صمت مطبق على معاناتهم، يكابد المئات من مرضى التهاب الكبد الفيروسي بمنطقة بريكة في باتنة، الآلام الجسمية والنفسية والاجتماعية في غياب التكفل الطبي للكثير منهم، رغم نداءات الاستغاثة التي أطلقها فرع الجمعية الوطنية لمرضى التهاب الكبد لمساعدة العدد الكبير من المرضى المسجلين في قوائم الانتظار منذ سنوات طويلة. تنقلت ''الخبر'' إلى مدينة بريكة بولاية باتنة، لمعاينة الأوضاع الصحية وظروف التكفل الطبي بمرضى الالتهاب الكبدي، الذين يتوزعون عبر مختلف أحياء ومداشر المنطقة. وكان صعبا علينا الحديث إلى هؤلاء المرضى نظرا لكون غالبيتهم يخفون الإصابة حتى على أقرب مقربيهم لخشيتهم من أن ينظر إليهم نظرة المصابين بمرض معد، رغم أن هذا المرض لا يعد من الأمراض المتنقلة عن طريق الملامسة أو الهواء، إذ أن انتقاله يكون عادة عن طريق نقل الدم أو استعمال أدوات طب الأسنان أو الحقن المستعملة، كما هو الشأن بالنسبة للمدمنين على المخدرات وكذا بواسطة استعمال أدوات الحلاقة دون تعقيمها. وكشف السيد حميسي عبد الوهاب، رئيس المكتب الولائي لجمعية مرضى الالتهاب الكبدي، عن تسجيل أكثر من 800 مصاب بهذا المرض ببريكة. مما دفعه إلى وصف المنطقة بأنها موبوءة، بالنظر إلى الارتفاع المتزايد للمصابين من سنة لأخرى؛ حيث تم إحصاء 100 حالة جديدة منذ بداية السنة الجارية كما سجلت 410 وفاة بين المرض المصابين بهذا الداء منذ جانفي الماضي. وأكد المتحدث بأن انتشار هذا المرض بالشكل الحالي يعود أساسا إلى عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية على مستوى أطباء الأسنان وقاعات العلاج الخاصة المنتشرة في المدينة وقاعات الخلاقة، وفي أوساط الشباب المدمن على استعمال المخدرات عن طريق الحقن. مما أدى إلى ظهور حالات كثيرة بين شباب المدينة. وقد تم اكتشاف أولى الحالات في 1996 عقب إلزامية تحليل الدم والفحص الطبي لكل المتبرعين بالدم. أما الآثار الصحية والاجتماعية والنفسية التي تنجر عن الإصابة بهذا المرض، فإن المعطيات المتوفرة لدى الجمعية تؤكد أن المريض يصاب لأول وهلة بالاكتئاب فيفقد القدرة على ممارسة نشاطه العادي، رغم محاولة الكثير من المرضى الظهور أمام الجميع بمظهر الشخص العادي. أما تكاليف العلاج الذي يجتاح أولا إلى إجراء العديد من التحاليل المخبرية لتأكيد مستوى انتشار الفيروسات، فتعد أكبر هاجس لدى المرضى نظرا لما تتطلبه من مبالغ كبيرة تثقل كهل المصابين، خاصة أن جلهم ينتمون لعائلات فقيرة، إذ تكلف التحاليل الخاصة بتحديد كمية ونوعية الفيروسات في الكبد 11 الف دج في المخابر الخاصة. كما كشف ممثل المرضى عن تسجيل حالات طلاق بين أزواج عقب إصابة أحدهما بهذا المرض. وهذا ما يؤكد حالة الخوف والشك التي تحيط بالمصابين. كما تبين بأن هناك بعض العائلات أصيب فيها أكثر من فرد مما يجعلهم في حاجة ماسة إلى الرعاية النفسية للتخفيف من معاناتهم النفسية والاجتماعية المرتبطة بهذا المرض. ورغم أن التعليمات الوزارية التي تلزم المؤسسات الطبية بالتكفّل بكل المرضى المصابين، إلا أن العلاج لم يشمل لحد الآن سوى 77 مريضا من بين المئات من قبل أطباء المستشفى. وهنا أكد رئيس المكتب الولائي لمرضى التهاب الكبد بأن حالات الانتظار هذه قد تدوم سنوات. مما يؤدي إلى تطور المرض ليصل بصاحبه إلى الوفاة بعد أن يتطوّر المرض من مرحلة الالتهاب إلى الإصابة بسرطان الكبد، خاصة بالنسبة للفقراء منهم، والذين يشكلون الأغلبية. مما يرفع من نسبة الوفيات بشكل خطير أمام ضعف الرعاية الطبية لهذا العدد الكبير من المصابين، إذ أن وجود طبيبين فقط على مستوى مستشفى مدينة بريكة يعد غير كاف، حسب ممثل المرضى. لذلك ناشد مديرية الصحة بدعم الإطار الطبي لتوسيع دائرة التكفل بأكبر عدد من المصابين الذين هم في تزايد مستمر من سنة لأخرى. وفي المقابل شكك مدير مستشفى بوضياف، الدكتور حملات، في وجود العدد المسجل لدى الجمعية، إلا أنه أكد بأن المستشفى يتولى حاليا المتابعة العلاجية لـ77 مريضا بصورة دائمة، حيث يكلف كل مريض ما يقارب 150 مليون سنتيم، إذ سجل شفاء العديد من المصابين على أمل أن يتولى المستشفى التكفل بعدد أكبر من المرضى. |
جريدة الخبر ليوم الاثنين 27/04/2008 |
