هل نجــحــت الجــــزائر فى شــــراء حـــكم مبـــاراة مصــــــــر و زامبـيــــــا ؟؟
عنوان
مقالنا ليس اتهاماُ للأخوة الجزائريين الذين نحبهم و نحترمهم ، إذ يجب
علينا أن نشكرهم عديد المرات ؛ فلقد جعلوا لمجموعتنا فى التصفيات المؤهلة
لكأس العالم نكهة جميلة بتنافسهم و صراعهم الشرس ، سيشعر المصريون
بحلاوتها فى نهاية المطاف عندما يتأهلون ، فللنجاح قيمته بعد العناء .
كلنا يتذكر كيف كانت حلاوة
و الفوز ببطولة بوركينا فاســـ98ــــو بعد اليأس و الإحباط ، و كلنا أدرك
و عايش نشوة انتصار أبناء مصر و الأهلى فى صفاقس التونسية عندما ذهبوا
إليها تقودهم أقاويل التشكيك و التقليل ، و الآن يعيش المصريون نفس
الأجواء منذ هزيمتهم فى البليدة .
***
أصل الحكاية
بعد فوز الجزائر ، خرجت تصريحات المدير الفنى"رابح سعدان"ّ متوازنة و
مقبولة ، و لفت انتباهى فيها استخدامه لتعبير ّ أتمنى ّ ، عندما قال : "ّ
أتمنى أن تكون مباراتنا مع مصر فى الجولة الأخيرة من التصفيات خارج
الحسابات ّ" ، و هذا القول يكشف فى جوهره عن قراءة تاريخية واعية من الرجل
؛ فلا شك أنه يتذكر عديد المواجهات التاريخية التى جمعت المنتخبين
الكبيرين ، و التى تداولا فيها الفوز ، و هو يعلم أن المواجهات التى تكون
حاسمة و داخلة فى الحسابات دائما ما تكون لصالح المصريين ، و الماضى
القريب يشهد ، ففى التصفيات المؤهلة لأولمبياد لوس انجـــــــ84ـــلوس
اجتازت مصر الجزائر فى مواجهة داخل الحسابات ، و فى التصفيات المؤهلة لكأس
العالم اجتازت مصر الجزائر أيضا ، و كأن وقوع الجزائر فى طريق المصريين و
وصولهما معا لمباراة داخل الحسابات هو أمر لا يحتاج لكثير من الحسابات ؛
من هنا تمنى ّ رابح ّ ـ و معه كل الحق ـ أن يلتقى المنتخبان و يكون كل شيئ
قد انتهى ، ربما كان الرجل وقتها لا يعرف أن رجاله سيفعلونها أمام زامبيا
مرتين ليجعل من أمنيته التى ألقاها خالصة لمنتخب بلاده ، ذلك أن أشد
المتفائلين فى الجزائر لم يكن يحلم بأكثر من التعادل مرتين مع زامبيا ـ فى
الخارج و الداخل ـ ليضمن الجزائريون وصولا لمونديال الأفارقة بعدما فشلوا
كثيرا فى رؤية أنواره ، فى وقت كان المصريون يصنعون تلك الأنوار و
يبهرونهم و يبهرون العالم .
بعد فوز الجزائر على مصر خرجت الجماهير الجزائرية متلاحمة متناسية الأحقاد
الداخلية التى نهشت جسدها ، و سهرت للصباح و هى التى تنام قبل آذان المغرب
رعباً من الإرهاب ، و بدا الحال فى الجزائر كما لو كانت أحلام
الرئيس " بوتفليقة " فى المصالحة الوطنية قد أتى بأكثر مما يرجو ، تلك
المصالحة التى دفع ـ و مازال يدفع ـ شعب الجزائر ثمنها من قوت أيامه ؛
فلقد خرج سفاكو دماء الأبرياء ـ أمثال بالاعور و غيره ـ من جحورهم المظلمة
ليجدوا القصور و الأموال كما لو كانوا أبطالاً ، و برغم ذلك فإن المواطن
الجزائرى بقى غير آمن على نفسه ، و بقيت الأحوال فى البلاد عى سوادها ، و
بقيت الأحقاد تأكل صدور الناس ؛ فلا يتفاعلون و لا يتناغمون و لا يتعايشون
و لا يتفاعلون ، حتى كان فوز الجزائر على مصر ، فكان التلاحم الساحر الدى
أبهر الرئيس ، و رأى فى صوره عبقرية الرد على منتقديه و معارضيه ، فأخد
يعرض تلك الصور التى أظهرت توحيد الشعب الجزائرى و التفافه حول علمه ، و
أوضحت عمق وحدته .
ثم فازت الجزائر على
زامبيا خارج الحدود ، و مرة أخرى ينبهر الرئيس"ّ بو تفليقة " بما تفعله
الكرة من توحيد لأبناء المجتمع الممزق ، فالجماهير خرجت إلى الشوارع
لتحتفل ـ هذه المرة و قبل الأوان ـ بالوصول إلى كأس العالم ، حتى أن أحدهم
كان يسأل عن تكلفة السفر إلى جوهانسبرج ! و تذكرنى تلك الحالة الهستيرية
بالأجواء التى عايشتها هنا فى تونس ، و بالتحديد فى مدينة صفاقس ، عندما
احتفل الصفاقسيون بالبطولة الأفريقية و بالوصول لكأس العالم للأندية ، و
لكن مباراة كانت تنتظر أبناء صفاقس مع الأهلى المصري ، و رغم أنها كانت
خارج الحدود المصرية إلا أن الأهلى انتصر ، لأنها كانت مباراة داخل
الحسابات .
الآن ؟ .. ما
الذى يمكن أن يكون لأبناء الجزائر لو فشلوا فى تحقيق الحلم ؟؟ .. المشكلة
الحقيقية لا تكمن فقط فى كونهم عاشوا الحلم حقيقة واهية ، و لكنها الآن
أكبر من ذلك ؛ فالوصول لكأس العالم أصبح بالنسبة للجزائر مشروعا قوميا
سيوحد الصفوف ، و سوف يدعم الجزائرى " بو تفليقة " فى مواجهة معارضيه
الذين يرون أنه استنفذ ثروات البلاد لإرضاء سفكة الدماء و تحقيق مصالحة
وطنية واهية ؛ فالكراهية و الأحقاد نيران مازالت مستعرة و تأكل الوطن ، و
لا بد من استمرار الانتصارات التى تظهر ـ و لو شكليا فقط ـ انصهار المجتمع
الواحد فى بوتقة وطنية واحدة ، و عندها ستخرج صور الاحتفالات ألسنة الغيظ
لأعداء الرئيس ؛ من هنا فإن مباراة المنتخبين المصرى و الجزائرى لا ينبغى
أن يكون خروجها عن الحسابات مجرد أمنية تمناها " رابح سعدان " فى السابق ،
بل يجب أن تكون " واجبة النفاذ " ! .
لقد توقفت طويلا و
أنا أتأمل لغة الخطاب من الجزائريين فى هذا الشأن ، و رأيت كيف كانت
تصريحاتهم فى السابق تعبر عن أمنيات مشروعة لا يلومهم فيها أحد ، أما الآن
فإنهم يتحدثون بلغة مختلفة ، سيرى كثيرون أنها لغة الخائف المرتعدة فرائسه
، و أرى أن شيئا ما وراء تلك التصريحات ، و لعل آخر تلك التصريحات ما أدلى
به لاعب الجزائر الدولى السابق " حسين باجى " و التى أوردتها هنا جريدة ّ
الصريح ّ التونسية فى عددها الصادر بتاريخ الجمعـــــ2 أكتوبرـــــة تحت
عنوان يكشف عن بذاءة القائل و انحطاطه :"ّ إذا كانت مصر أم الدنيا
فالجزائر أبوها " ، و قد جاء فى تلك التصريحات مطالبته بضرورة حسم التأهل
إلى نهائى كأس العالم خلال الجولة الخامسة و عدم انتظار لقاء مصر فى
الجولة الأخيرة . و هنا أتسائل : كيف يمكن للجزائر ذلك ؟؟ إن الفوز على
رواندا وحده لا يكفى لضمان التأهل ، ذلك أن فوزا فى المقابل سيسعى إليه
المصريون على زامبيا ، و سيبقى بعد فوز المصريين و الجزائريين فى الجولة
الخامسة كل شيئ معلق للنهاية ، و ستبقى مباراة المنتخبين فى القاهرة داخل
الحسابات ، فلماذا تحولت لغة الخطاب عند الجزائريين من مجرد أمنيات إلى
المطالبة بما ليس فى أيديهم ؟؟ كيف يمكن أن يتدخلوا فى نتيجة مباراة مصر و
زامبيا ؟؟
أعيش فى تونس منذ أعوام ، و يصادفنى ـ بطبيعة الحال ـ
جزائريون كثيرون ، و كثيرا ما نتجاذب أطراف الحديث عن تلك المواجهة بشيئ
من الأدب ، و قد صادفت فى أحد مقاهى" باب سويقة " بعضا من هؤلاء الذين
أكدوا أن بلادهم نجحت فى تحريض المنتخب الزامبى على لعب مباراة نارية أمام
المصريين ، و أن هذا التحريض كان بمكافآت مدفوع نصف قيمتها مع وعود بالنصف
الآخر عقب المباراة و انتهاء المهمة ، و هذا الأمر و إن كان لا يهم
المنتخب المصرى الذى يجب أن يكون قد أعد عدته لمواجهة منتخب من المفترض
أنه سيدافع بكل قوته على الأقل عن حظوظه فى التأهل لمونديال الأفارقة ،
إلا أن الأسلوب الذى يزعم جزائريون اتباعه يكشف عن سوء خلق ، و رغم ذلك
فلا ينبغى للمصريين أن يتوقفوا طويلا أمام تلك المزاعم ، و لكن أكثر ما
أزعجنى حقا هو تأكيد هؤلاء أن بلادهم سعت لشراء ذمة حكم مباراة مصر و
زامبيا ـ بعدما تم تحديد اسمه و جنسيته ـ ، و عندما اعترضتهم فاجأنى أحدهم
بسؤاله : يعنى كم يمكن أن يتكلف الحكم ؟؟ و مع هذا السؤال وجدتنى أردد فى
نفسى الإجابة : بالتأكيد أقل كثيرا و كثيرا جدا مما دفعته للبلاد لسفكة
الدماء .
كل الأمنيات الطيبة بأن تبقى مباراتنا مع الجزائريين داخل
الحسابات حتى النهاية ؛ فوقتها سيعلم قليل الأدب أن الدنيا التى ارتضت مصر
أماً لها و شرفت بذلك ، هذه الدنيا لا يشرفها أبدا أن يكون الجلف أباً لها !
منقوووول
عنوان
مقالنا ليس اتهاماُ للأخوة الجزائريين الذين نحبهم و نحترمهم ، إذ يجب
علينا أن نشكرهم عديد المرات ؛ فلقد جعلوا لمجموعتنا فى التصفيات المؤهلة
لكأس العالم نكهة جميلة بتنافسهم و صراعهم الشرس ، سيشعر المصريون
بحلاوتها فى نهاية المطاف عندما يتأهلون ، فللنجاح قيمته بعد العناء .
كلنا يتذكر كيف كانت حلاوة
و الفوز ببطولة بوركينا فاســـ98ــــو بعد اليأس و الإحباط ، و كلنا أدرك
و عايش نشوة انتصار أبناء مصر و الأهلى فى صفاقس التونسية عندما ذهبوا
إليها تقودهم أقاويل التشكيك و التقليل ، و الآن يعيش المصريون نفس
الأجواء منذ هزيمتهم فى البليدة .
***
أصل الحكاية
بعد فوز الجزائر ، خرجت تصريحات المدير الفنى"رابح سعدان"ّ متوازنة و
مقبولة ، و لفت انتباهى فيها استخدامه لتعبير ّ أتمنى ّ ، عندما قال : "ّ
أتمنى أن تكون مباراتنا مع مصر فى الجولة الأخيرة من التصفيات خارج
الحسابات ّ" ، و هذا القول يكشف فى جوهره عن قراءة تاريخية واعية من الرجل
؛ فلا شك أنه يتذكر عديد المواجهات التاريخية التى جمعت المنتخبين
الكبيرين ، و التى تداولا فيها الفوز ، و هو يعلم أن المواجهات التى تكون
حاسمة و داخلة فى الحسابات دائما ما تكون لصالح المصريين ، و الماضى
القريب يشهد ، ففى التصفيات المؤهلة لأولمبياد لوس انجـــــــ84ـــلوس
اجتازت مصر الجزائر فى مواجهة داخل الحسابات ، و فى التصفيات المؤهلة لكأس
العالم اجتازت مصر الجزائر أيضا ، و كأن وقوع الجزائر فى طريق المصريين و
وصولهما معا لمباراة داخل الحسابات هو أمر لا يحتاج لكثير من الحسابات ؛
من هنا تمنى ّ رابح ّ ـ و معه كل الحق ـ أن يلتقى المنتخبان و يكون كل شيئ
قد انتهى ، ربما كان الرجل وقتها لا يعرف أن رجاله سيفعلونها أمام زامبيا
مرتين ليجعل من أمنيته التى ألقاها خالصة لمنتخب بلاده ، ذلك أن أشد
المتفائلين فى الجزائر لم يكن يحلم بأكثر من التعادل مرتين مع زامبيا ـ فى
الخارج و الداخل ـ ليضمن الجزائريون وصولا لمونديال الأفارقة بعدما فشلوا
كثيرا فى رؤية أنواره ، فى وقت كان المصريون يصنعون تلك الأنوار و
يبهرونهم و يبهرون العالم .
بعد فوز الجزائر على مصر خرجت الجماهير الجزائرية متلاحمة متناسية الأحقاد
الداخلية التى نهشت جسدها ، و سهرت للصباح و هى التى تنام قبل آذان المغرب
رعباً من الإرهاب ، و بدا الحال فى الجزائر كما لو كانت أحلام
الرئيس " بوتفليقة " فى المصالحة الوطنية قد أتى بأكثر مما يرجو ، تلك
المصالحة التى دفع ـ و مازال يدفع ـ شعب الجزائر ثمنها من قوت أيامه ؛
فلقد خرج سفاكو دماء الأبرياء ـ أمثال بالاعور و غيره ـ من جحورهم المظلمة
ليجدوا القصور و الأموال كما لو كانوا أبطالاً ، و برغم ذلك فإن المواطن
الجزائرى بقى غير آمن على نفسه ، و بقيت الأحوال فى البلاد عى سوادها ، و
بقيت الأحقاد تأكل صدور الناس ؛ فلا يتفاعلون و لا يتناغمون و لا يتعايشون
و لا يتفاعلون ، حتى كان فوز الجزائر على مصر ، فكان التلاحم الساحر الدى
أبهر الرئيس ، و رأى فى صوره عبقرية الرد على منتقديه و معارضيه ، فأخد
يعرض تلك الصور التى أظهرت توحيد الشعب الجزائرى و التفافه حول علمه ، و
أوضحت عمق وحدته .
ثم فازت الجزائر على
زامبيا خارج الحدود ، و مرة أخرى ينبهر الرئيس"ّ بو تفليقة " بما تفعله
الكرة من توحيد لأبناء المجتمع الممزق ، فالجماهير خرجت إلى الشوارع
لتحتفل ـ هذه المرة و قبل الأوان ـ بالوصول إلى كأس العالم ، حتى أن أحدهم
كان يسأل عن تكلفة السفر إلى جوهانسبرج ! و تذكرنى تلك الحالة الهستيرية
بالأجواء التى عايشتها هنا فى تونس ، و بالتحديد فى مدينة صفاقس ، عندما
احتفل الصفاقسيون بالبطولة الأفريقية و بالوصول لكأس العالم للأندية ، و
لكن مباراة كانت تنتظر أبناء صفاقس مع الأهلى المصري ، و رغم أنها كانت
خارج الحدود المصرية إلا أن الأهلى انتصر ، لأنها كانت مباراة داخل
الحسابات .
الآن ؟ .. ما
الذى يمكن أن يكون لأبناء الجزائر لو فشلوا فى تحقيق الحلم ؟؟ .. المشكلة
الحقيقية لا تكمن فقط فى كونهم عاشوا الحلم حقيقة واهية ، و لكنها الآن
أكبر من ذلك ؛ فالوصول لكأس العالم أصبح بالنسبة للجزائر مشروعا قوميا
سيوحد الصفوف ، و سوف يدعم الجزائرى " بو تفليقة " فى مواجهة معارضيه
الذين يرون أنه استنفذ ثروات البلاد لإرضاء سفكة الدماء و تحقيق مصالحة
وطنية واهية ؛ فالكراهية و الأحقاد نيران مازالت مستعرة و تأكل الوطن ، و
لا بد من استمرار الانتصارات التى تظهر ـ و لو شكليا فقط ـ انصهار المجتمع
الواحد فى بوتقة وطنية واحدة ، و عندها ستخرج صور الاحتفالات ألسنة الغيظ
لأعداء الرئيس ؛ من هنا فإن مباراة المنتخبين المصرى و الجزائرى لا ينبغى
أن يكون خروجها عن الحسابات مجرد أمنية تمناها " رابح سعدان " فى السابق ،
بل يجب أن تكون " واجبة النفاذ " ! .
لقد توقفت طويلا و
أنا أتأمل لغة الخطاب من الجزائريين فى هذا الشأن ، و رأيت كيف كانت
تصريحاتهم فى السابق تعبر عن أمنيات مشروعة لا يلومهم فيها أحد ، أما الآن
فإنهم يتحدثون بلغة مختلفة ، سيرى كثيرون أنها لغة الخائف المرتعدة فرائسه
، و أرى أن شيئا ما وراء تلك التصريحات ، و لعل آخر تلك التصريحات ما أدلى
به لاعب الجزائر الدولى السابق " حسين باجى " و التى أوردتها هنا جريدة ّ
الصريح ّ التونسية فى عددها الصادر بتاريخ الجمعـــــ2 أكتوبرـــــة تحت
عنوان يكشف عن بذاءة القائل و انحطاطه :"ّ إذا كانت مصر أم الدنيا
فالجزائر أبوها " ، و قد جاء فى تلك التصريحات مطالبته بضرورة حسم التأهل
إلى نهائى كأس العالم خلال الجولة الخامسة و عدم انتظار لقاء مصر فى
الجولة الأخيرة . و هنا أتسائل : كيف يمكن للجزائر ذلك ؟؟ إن الفوز على
رواندا وحده لا يكفى لضمان التأهل ، ذلك أن فوزا فى المقابل سيسعى إليه
المصريون على زامبيا ، و سيبقى بعد فوز المصريين و الجزائريين فى الجولة
الخامسة كل شيئ معلق للنهاية ، و ستبقى مباراة المنتخبين فى القاهرة داخل
الحسابات ، فلماذا تحولت لغة الخطاب عند الجزائريين من مجرد أمنيات إلى
المطالبة بما ليس فى أيديهم ؟؟ كيف يمكن أن يتدخلوا فى نتيجة مباراة مصر و
زامبيا ؟؟
أعيش فى تونس منذ أعوام ، و يصادفنى ـ بطبيعة الحال ـ
جزائريون كثيرون ، و كثيرا ما نتجاذب أطراف الحديث عن تلك المواجهة بشيئ
من الأدب ، و قد صادفت فى أحد مقاهى" باب سويقة " بعضا من هؤلاء الذين
أكدوا أن بلادهم نجحت فى تحريض المنتخب الزامبى على لعب مباراة نارية أمام
المصريين ، و أن هذا التحريض كان بمكافآت مدفوع نصف قيمتها مع وعود بالنصف
الآخر عقب المباراة و انتهاء المهمة ، و هذا الأمر و إن كان لا يهم
المنتخب المصرى الذى يجب أن يكون قد أعد عدته لمواجهة منتخب من المفترض
أنه سيدافع بكل قوته على الأقل عن حظوظه فى التأهل لمونديال الأفارقة ،
إلا أن الأسلوب الذى يزعم جزائريون اتباعه يكشف عن سوء خلق ، و رغم ذلك
فلا ينبغى للمصريين أن يتوقفوا طويلا أمام تلك المزاعم ، و لكن أكثر ما
أزعجنى حقا هو تأكيد هؤلاء أن بلادهم سعت لشراء ذمة حكم مباراة مصر و
زامبيا ـ بعدما تم تحديد اسمه و جنسيته ـ ، و عندما اعترضتهم فاجأنى أحدهم
بسؤاله : يعنى كم يمكن أن يتكلف الحكم ؟؟ و مع هذا السؤال وجدتنى أردد فى
نفسى الإجابة : بالتأكيد أقل كثيرا و كثيرا جدا مما دفعته للبلاد لسفكة
الدماء .
كل الأمنيات الطيبة بأن تبقى مباراتنا مع الجزائريين داخل
الحسابات حتى النهاية ؛ فوقتها سيعلم قليل الأدب أن الدنيا التى ارتضت مصر
أماً لها و شرفت بذلك ، هذه الدنيا لا يشرفها أبدا أن يكون الجلف أباً لها !
منقوووول