مدينة بريكة تتحول الى ورشة على الهواء الطلاق ..
تحولت شوارع مدينة بريكة في ولاية باتنة، هذه الأيام، بمناسبة اقتراب المباراة الحاسمة بين المنتخب الوطني ونظيره المصري، إلى ورشة حقيقية لرسم العلم الوطني، في أجواء تسودها روح المنافسة بين سكان الأحياء الشعبية، يسعى خلالها سكان كل حي إلى تحقيق التميز.
وقد بدأت هذه الظاهرة بحي الخزنة الذي بادر سكانه إلى رسم العلم الوطني في بناية خاصة بمحول كهربائي في صورة تجلب الانتباه، لتنتشر بعدها هذه الفكرة، وتنمو عبر مختلف الأحياء، خاصة حي 200 مسكن، بن بعطوش وطريق سطيف، في حين أضحى سكان حي شعباني وحي الأمير عبد القادر مضرب المثل في النظافة والإبداع، بعدما قام سكانها بإزالة كل مظاهر الأوساخ والرسومات السيئة واستبدالها برسم العلم الوطني. أما بحي لوناكو فقد تم رسم العلم الوطني على جدار بطول يفوق 100 متر.
هذه المبادرات مصحوبة بمبادرات أخرى تنافسية تتمثل في صنع أطول علم جزائري، وأول السباقين في ذلك هو حي بن باديس، حيث تم رفع علم بطول يفوق 70 مترا، قبل أن يحطم هذا الرقم من طرف سكان حي ''لوناكو'' بـ 120 متر، في حين يجري إنجاز علم بطول 160 متر سنتيم لرفعه بحي 200 مسكن.
أما سكان حي ''الطرح'' فيرفعون التحدي ويسعون إلى إنجاز علم بطول 250 متر، ليحطم بذلك الرقم القياسي الوطني في صنع أطول علم جزائري.
والملاحظ هو أن كل هذه المبادرات تتم عن طواعية وبالتضامن مع سكان كل حي، حيث يتم جمع الأموال وشراء المواد الأولية من طلاء وقماش ولوازم أخرى، قبل الشروع في عملية الرسم أو رفع العلم التي تتم في أجواء احتفالية بهيجة بمشاركة الجميع. ظاهرة رسم العلم الوطني وإنجازه بأكبر طول لازالت تمتد عبر مختلف أحياء المدية، ويتوقع أن تشمل كل الأحياء قبل 14 نوفمبر موعد الحسم في مقابلة مصر ـ الجزائر. وإذا كانت المبادرة التي أطلقت في يوم ما برفع علم فوق كل بيت مع كل ألوان التحفيز في ذلك وتسليم العلم بالمجان، لم تلق استجابة من السكان، فها هو الفريق الوطني لكرة القدم يتمكن بإنجازاته من تفجير حب الوطن المكنون في أعماق كل جزائري.