وأخيرا تأهل محاربو الصحراء؛ الجزائر؛ إلى فيافي (بافانا بافانا) على حساب
غريمه العنيد الفراعنة الحمر بعد أن أجل أولاد الكنانة شهب الفوز للألعاب
النارية عندما عزفوا سيمفونية (أوبرا عايدة) بقيادة الاوركسترا المُتعب
مِتعب ورأسيته القاتلة قبل أيام, لكن الجزائريون حولوا هزيمتهم إلى
تسونامي اخضر حينما ذاقوا حلاوة البنجر السوداني على ارض الخرطوم في لقاء
الملحق ليحجزوا بطاقة التأهل الغالية بصاروخية (عنترة) الجزائر الخالد
المدافع الصلب عنتر يحيى والذي سيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة المصريين كلما
يلتقون بأبناء عمومتهم الجزائريين.
نجحت السودان في استضافة الحدث وأحسنت إدارة اللقاء وتفاجئنا بمستوى
التنظيم والأمن فحتى أرضية الملعب كانت جيدة وهي أفضل بكثير من بعض ملاعب
دول(بترولية )وأخرى(سياحية), لكن ما رأيكم لو عدنا قليلاً إلى تفاصيل هذه
الموقعة لنتناولها من جانب فني وبرؤية تحليلية هادئة بعيداً عن حمى
التصريحات الإعلامية الصاخبة التي كاد تفسد علينا متعة اللقاء؟
دخل الفريقان ارض الملعب ولا مناص غير الفوز كونها مباراة لا تقبل القسمة
على اثنين وحقاً كانت مباراة (كسر العظام) بين الفريقين بعد أن أذاق كل
منهما الآخر علقم الخسارة وتبادلا معا نخب الفوز لكن مباراة (أم درمان)
كانت من نوع آخر وعلى هذا الأساس أعد كلا المدربين عدتهما التدريبية لحسم
اللقاء وتسلح لاعبو الفريقين فكرياً ومعنوياً بثقافة السجال الكروي
والمطاولة في الجهد سلفاً والتحسب لكل النتائج حيث لعبت بطلة إفريقيا
بتشكيلة 3_5_2 وتم تعديلها ب3_4_1_2 حيث ترك الخيار للنجم أبو تريكة بحرية
التحرك وصناعة الهجمات لكل من عماد متعب وعمرو زكي في حين تركت صناعة
الهجمات لرباعي خط الوسط المعروف (بالمحمدي ومعوض) على الأطراف (احمد حسن
واحمد فتحي) ارتكاز وربط وإسناد مزدوج (دفاعي هجومي) في حين لعب شحاتة
بثلاث مدافعين بعد عودة وائل جمعة وهاني سعيد وعبد الظاهر السقا..
لكن السعيد حتماً بعد التأهل (رابح سعدان ) ولج طقس المباراة بتشكيل 4-4-2
على أن يتحول في بعض أحيان إلى3-4-3 في( الهجمات المرتدة) في حالة حيازة
كرة في خط الوسط أو وسط الملعب واعتمد على خط دفاعه الحديدي المكون من
(يحيى عنتر مجيد بوقرة رفيق حليش نذير بلحاج) وأحيانا بمدافع خامس هو يزيد
منصوري حيث أعطيت له واجبات دفاعية بحتة و ترك الخيار لمراد مغني في
مشاغلة والضغط على أبو تريكة واحمد حسن واحمد فتحي بالإضافة إلى تمرير
الكرات إلى اللاعب كريم زياني صانع العاب الفريق الجزائري وصاحب المناولات
الدقيقة في العمق المصري او تغير جهة اللعب إثناء الضغط او الزيادة
العددية الفريق المصري عبر الكروسات او فتح إطراف الملعب إلى الظهيرين
عنتر يحيى ونذير بلحاج او عبر المناولات البينية إلى رفيق صايفي او مع
زميله الذي أجاد معه تبادل الأدوار والمراكز اللاعب عبد القادر غزال..
وبعد مضي الدقائق الأولى من المباراة افتتحت قريحة الفريقين على تبادل
الهجمات والتسابق على إهدار الفرص بعد أن تصاعد أداء الفريقين بشكل ملفت
في محاولة إحراز هدف السبق وهو مهم في مثل هكذا مباريات مصيرية حاسمة
واخطر الفريق المصري نظيره الجزائري بعدة كرات ثابتة فلح الحارس المتألق
الشاوشي في إخراجها اوابعادها إلى خارج الملعب وكانت جهة اليسار المصري
فاعلة في هذا الشوط واستطاع سيد معوض في اخذ عدة مساحات لعب نموذجية عند
الأطراف وحاول تمرير أكثر من كرة إلى منطقة الجزاء بينما استغل احمد حسن
تقدم نذير بلحاج في كذا محاولة وكان يمرر الكرات إلى الجهة اليمين المحمدي
وكاد الأخير أن يسجل هدفاً في الشوط الأول معتمداً على تحركات احمد فتحي
في فتح زوايا لتهديف لكننا لم نشاهد فعالية عمرو زكي او عماد متعب وذلك
للمراقبة اللصيقة بأسلوب ( دفاع النقطة المحدد) لأي لاعب يتواجد هناك على
جهتيهما.
كان أسلوب الجزائر في التحضير يميل إلى المناولات السهلة وهي عبارة
عن عدة نقلات ومناولات من لمسة واحدة على شكل مثلثات ومن ثم اللعب بالعمق
وهي ذات الطريقة التي سجلها منها الفريق الجزائري هدفه الأغلى والملاحظ
على طريقة بناء الهجمة الجزائرية ان المدرب رابح كان يعطي واجبات هجومية
لكلا من الظهيرين يحيى وعنتر ونذير بلحاج في الاشتراك السريع في الهجمات
الخاطفة لعمل زيادة عددية, وكان هناك تبادل منسق ما بين الظهرين الدفاع
ولاعبي الوسط عند الصعود لسد الأماكن عندما يتمكن المصريين من حيازة الكرة
وشاهدنا زياني ومراد يلعبان خلف الصايفي وغزال عند تقدم عنتر وبلحاج
والضغط على أي لاعب مصري يحمل الكرة خوفاً من نقلها إلى الجناحين السريعين
معوض والمحمدي لينتهي الشوط بتقدم الفريق الجزائر بهدف ضد لاشيء.
الشوط الثاني من اللقاء كان نسخة مكررة من الشوط الثاني للقاء القاهرة حيث
لجأ الفريق الجزائري إلى الضغط عبر الأطراف سعياً منه للإحراز هدف ثانٍ
لكن المنتخب المصري لم يعط له الفرصة كونه أجرى تغييرين منذ بداية الشوط
حيث أشرك حسني عبد ربه محل احمد فتحي ومحمد زيدان محل الغائب عن مستواه
عمرو زكي لتفعيل خط الوسط والهجوم مع إعطاء حرية لتقدم عبد الظاهر السقا
إلى وسط الملعب وفي حالة صعود احمد حسن كمهاجم رابع يتبادل المركز مع أبو
تريكة من اجل عمل زيادة عددية وخلخلة في تمركز الدفاع وتفعيل اللعب عند
الإطراف وفتح مجال إلى معوض او المحمدي في تبادل المراكز .
بيد أن المدرب الجزائري قابل هذا التغيير الخططي بإتباع مبدأ دفاع المنطقة
الانتقالي عند طرفي الملعب ودفاع المنطقة السنتر عندما تكون الكرة في
حيازة لاعبي الوسط هذا الأسلوب عقد من مهمة الفريق المصري كونه أغلق كل
مساحات اللعب الممكنة وجرده من خطورة الكرات العكسية (سلاح المصرين) عند
الإطراف وحيث أوكل المهام إلى لاعبي الوسط والدفاع بسد الثغرات وعلى شكل
ثلاثيات عند الإطراف فكلما استلم المحمدي او معوض الكرة نشاهد 3 مدافعين
الأول يقوده إلى خط التماس والأخر يعمل له إسناد ام المدافعين يحيى او
بلحاج او بوقرة فواجبهم تغطية مساحة اللعب المثالية.
ولم تجدِ نفعاً محاولات المعلم شحاتة في الدقيقة 76 عندما زج بأحمد عيد
بدلاً من السقا إلى درجة إننا كنا لاحظنا بقاء مدافعين مصريين في الخلف
هذه التقدم أوجد خللاً في عمق الدفاعي المصري وشجع الجزائر على أشراك كريم
مطمور لعمل الهجمات المضادة السريعة تارة لفك الضغط عن الدفاع الجزائري
وأخرى لكسب الوقت لكن هذه الهجمات لم تكن خطرة نظراً لتعليمات الصارمة
التي أعطها المدرب إلى الظهيرين بعدم التقدم خشية إحراز المصرين الأهداف
عبر المريرات العرضية الساقطة في ال 6 ياردات في الدفاع الجزائري لينزف
الوقت سريعاً ولتعزف بعدها موسيقى (الراي )الجزائرية أناشيد الفوز
بإيقاعها الساحر (وهراني .تلمساني صحراوي) لفرحة التأهل الغالي إلى كاس
العالم بعد مخاض عسير مع (الجدعان) لخطف تذكرة جوهانسبيرغ العصية .
ملاحظات فنية
من خلال هذه المباراة خرجنا بعدة نقاط تحليلية هامة علّ يتداركها الفريقان في اقرب استحقاق قادم ومنها مايلي.
*يقول خوزيه مورينهو عندما تلتقي بفريق لثلاث مرات متتالية فما عليك
إلا أن تلعب بإستراتيجية لعب جديدة علها تخلق لك الفارق في أسلوب اللعب
والنتائج و طريقة التسجيل في حين إننا لاحظنا أن كلا الفريقين لعبا بنفس
الأسلوب والانتشار والتشكيل وبذلك غاب عن هذه المباراة عامل المفاجأة في
قلب النتائج .
* المعروف عن المنتخب المصري انه يلعب بأسلوب التكتيك الجماعي وانه ينقل
الكرات بجمل تكتيكية رائعة وبأقل لمسات كان المفروض بشحاتة أن يزج
بالمهاجم المهاري زيدان وان يعطي له خيارات فك الطوق الدفاع الجزائري عبر
إتباع الحلول الفردية نظرا لما يملكه من المصريين من لاعبين مهاريين مثل
عمرو وزيدان وابو تريكة أي أن يعطيهما حرية الاقتحام والتحدي ولعب ثنائيات
واحد اثنين و أوفر لاب وبعمل تقارب ما بين اللاعبين والاعتماد على اللعب
السريع وبالعمق على قوس الجزاء او تمريرات بنية بالعمق بلمسة واحدة
اعتماداً على المهارات وقد شاهدنا زيدان من خلال حالتي لعب فردية كاد أن
يقلب النتيجة رأسا على عقب.
* غاب عن الفريق المصري العمق الدفاعي في الكثير من الهجمات وقد شاهدنا
وعلى مدار المباراتين أن عدد مهاجمي الجزائر يساوي ويفوق عدد مدافعي
المصريين وان هدف فوز الجزائر جاء من حالة 3 ضد 3 وكان الأجدر بلاعبي
الوسط الجناحين الرجوع لعمل زيادة دفاعية إما لضغط او مناورة قيادة
الجزائريين او لقطع الكرات الخطرة وهذه نقطة ينبغي على الكادر الفني
دراستها لأنها ذات طريقة التي سجلت الجزائر أهدافها الثلاثة في اللقاء
الأول.
*الفريق الجزائري بدد عدد فرص في حالة الهجوم المرتد وأيضا بحاجة إلى
التركيز في إنهاء الهجمة المرتدة خصوصا كالتي توفرت للصايفي في الشوط
الثاني.
*أثبتت هذه المباراة حجم القوة الجسمانية والبدنية التي يتمتع بها لاعبو
الجزائر وخصوصا في خط الدفاع وبصورة أدق في حالات الواحد ضد والواحد
الدفاعية بأن بوقرة او حليش او نذير او يحيى كثيرا ما يلجؤون إلى الاحتكاك
الجسدي القانوني الذي مال لصالحهم بالإضافة إلى قوة الالتحام وسرعة
الانقضاض والقطع الهوائي والأرضي والسحب الكرة بطريقة المقص.
* هنا وبعد انتهاء هذا الديربي المثير لابد ان نثمن جهود الفريقين على
روعة الأداء والدروس المستنبطة من هكذا لقاءات كروية حماسية وبعد معرفة
بطاقة المتأهل العربي الوحيد سيبدأ من آلان بمؤازرة الفريق الجزائري
الشقيق ومطالبينه كشعوب عربية تعشق كرة القدم بجنون أن يكونوا خير سفراء
لكرتنا العربية
.
غريمه العنيد الفراعنة الحمر بعد أن أجل أولاد الكنانة شهب الفوز للألعاب
النارية عندما عزفوا سيمفونية (أوبرا عايدة) بقيادة الاوركسترا المُتعب
مِتعب ورأسيته القاتلة قبل أيام, لكن الجزائريون حولوا هزيمتهم إلى
تسونامي اخضر حينما ذاقوا حلاوة البنجر السوداني على ارض الخرطوم في لقاء
الملحق ليحجزوا بطاقة التأهل الغالية بصاروخية (عنترة) الجزائر الخالد
المدافع الصلب عنتر يحيى والذي سيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة المصريين كلما
يلتقون بأبناء عمومتهم الجزائريين.
نجحت السودان في استضافة الحدث وأحسنت إدارة اللقاء وتفاجئنا بمستوى
التنظيم والأمن فحتى أرضية الملعب كانت جيدة وهي أفضل بكثير من بعض ملاعب
دول(بترولية )وأخرى(سياحية), لكن ما رأيكم لو عدنا قليلاً إلى تفاصيل هذه
الموقعة لنتناولها من جانب فني وبرؤية تحليلية هادئة بعيداً عن حمى
التصريحات الإعلامية الصاخبة التي كاد تفسد علينا متعة اللقاء؟
دخل الفريقان ارض الملعب ولا مناص غير الفوز كونها مباراة لا تقبل القسمة
على اثنين وحقاً كانت مباراة (كسر العظام) بين الفريقين بعد أن أذاق كل
منهما الآخر علقم الخسارة وتبادلا معا نخب الفوز لكن مباراة (أم درمان)
كانت من نوع آخر وعلى هذا الأساس أعد كلا المدربين عدتهما التدريبية لحسم
اللقاء وتسلح لاعبو الفريقين فكرياً ومعنوياً بثقافة السجال الكروي
والمطاولة في الجهد سلفاً والتحسب لكل النتائج حيث لعبت بطلة إفريقيا
بتشكيلة 3_5_2 وتم تعديلها ب3_4_1_2 حيث ترك الخيار للنجم أبو تريكة بحرية
التحرك وصناعة الهجمات لكل من عماد متعب وعمرو زكي في حين تركت صناعة
الهجمات لرباعي خط الوسط المعروف (بالمحمدي ومعوض) على الأطراف (احمد حسن
واحمد فتحي) ارتكاز وربط وإسناد مزدوج (دفاعي هجومي) في حين لعب شحاتة
بثلاث مدافعين بعد عودة وائل جمعة وهاني سعيد وعبد الظاهر السقا..
لكن السعيد حتماً بعد التأهل (رابح سعدان ) ولج طقس المباراة بتشكيل 4-4-2
على أن يتحول في بعض أحيان إلى3-4-3 في( الهجمات المرتدة) في حالة حيازة
كرة في خط الوسط أو وسط الملعب واعتمد على خط دفاعه الحديدي المكون من
(يحيى عنتر مجيد بوقرة رفيق حليش نذير بلحاج) وأحيانا بمدافع خامس هو يزيد
منصوري حيث أعطيت له واجبات دفاعية بحتة و ترك الخيار لمراد مغني في
مشاغلة والضغط على أبو تريكة واحمد حسن واحمد فتحي بالإضافة إلى تمرير
الكرات إلى اللاعب كريم زياني صانع العاب الفريق الجزائري وصاحب المناولات
الدقيقة في العمق المصري او تغير جهة اللعب إثناء الضغط او الزيادة
العددية الفريق المصري عبر الكروسات او فتح إطراف الملعب إلى الظهيرين
عنتر يحيى ونذير بلحاج او عبر المناولات البينية إلى رفيق صايفي او مع
زميله الذي أجاد معه تبادل الأدوار والمراكز اللاعب عبد القادر غزال..
وبعد مضي الدقائق الأولى من المباراة افتتحت قريحة الفريقين على تبادل
الهجمات والتسابق على إهدار الفرص بعد أن تصاعد أداء الفريقين بشكل ملفت
في محاولة إحراز هدف السبق وهو مهم في مثل هكذا مباريات مصيرية حاسمة
واخطر الفريق المصري نظيره الجزائري بعدة كرات ثابتة فلح الحارس المتألق
الشاوشي في إخراجها اوابعادها إلى خارج الملعب وكانت جهة اليسار المصري
فاعلة في هذا الشوط واستطاع سيد معوض في اخذ عدة مساحات لعب نموذجية عند
الأطراف وحاول تمرير أكثر من كرة إلى منطقة الجزاء بينما استغل احمد حسن
تقدم نذير بلحاج في كذا محاولة وكان يمرر الكرات إلى الجهة اليمين المحمدي
وكاد الأخير أن يسجل هدفاً في الشوط الأول معتمداً على تحركات احمد فتحي
في فتح زوايا لتهديف لكننا لم نشاهد فعالية عمرو زكي او عماد متعب وذلك
للمراقبة اللصيقة بأسلوب ( دفاع النقطة المحدد) لأي لاعب يتواجد هناك على
جهتيهما.
كان أسلوب الجزائر في التحضير يميل إلى المناولات السهلة وهي عبارة
عن عدة نقلات ومناولات من لمسة واحدة على شكل مثلثات ومن ثم اللعب بالعمق
وهي ذات الطريقة التي سجلها منها الفريق الجزائري هدفه الأغلى والملاحظ
على طريقة بناء الهجمة الجزائرية ان المدرب رابح كان يعطي واجبات هجومية
لكلا من الظهيرين يحيى وعنتر ونذير بلحاج في الاشتراك السريع في الهجمات
الخاطفة لعمل زيادة عددية, وكان هناك تبادل منسق ما بين الظهرين الدفاع
ولاعبي الوسط عند الصعود لسد الأماكن عندما يتمكن المصريين من حيازة الكرة
وشاهدنا زياني ومراد يلعبان خلف الصايفي وغزال عند تقدم عنتر وبلحاج
والضغط على أي لاعب مصري يحمل الكرة خوفاً من نقلها إلى الجناحين السريعين
معوض والمحمدي لينتهي الشوط بتقدم الفريق الجزائر بهدف ضد لاشيء.
الشوط الثاني من اللقاء كان نسخة مكررة من الشوط الثاني للقاء القاهرة حيث
لجأ الفريق الجزائري إلى الضغط عبر الأطراف سعياً منه للإحراز هدف ثانٍ
لكن المنتخب المصري لم يعط له الفرصة كونه أجرى تغييرين منذ بداية الشوط
حيث أشرك حسني عبد ربه محل احمد فتحي ومحمد زيدان محل الغائب عن مستواه
عمرو زكي لتفعيل خط الوسط والهجوم مع إعطاء حرية لتقدم عبد الظاهر السقا
إلى وسط الملعب وفي حالة صعود احمد حسن كمهاجم رابع يتبادل المركز مع أبو
تريكة من اجل عمل زيادة عددية وخلخلة في تمركز الدفاع وتفعيل اللعب عند
الإطراف وفتح مجال إلى معوض او المحمدي في تبادل المراكز .
بيد أن المدرب الجزائري قابل هذا التغيير الخططي بإتباع مبدأ دفاع المنطقة
الانتقالي عند طرفي الملعب ودفاع المنطقة السنتر عندما تكون الكرة في
حيازة لاعبي الوسط هذا الأسلوب عقد من مهمة الفريق المصري كونه أغلق كل
مساحات اللعب الممكنة وجرده من خطورة الكرات العكسية (سلاح المصرين) عند
الإطراف وحيث أوكل المهام إلى لاعبي الوسط والدفاع بسد الثغرات وعلى شكل
ثلاثيات عند الإطراف فكلما استلم المحمدي او معوض الكرة نشاهد 3 مدافعين
الأول يقوده إلى خط التماس والأخر يعمل له إسناد ام المدافعين يحيى او
بلحاج او بوقرة فواجبهم تغطية مساحة اللعب المثالية.
ولم تجدِ نفعاً محاولات المعلم شحاتة في الدقيقة 76 عندما زج بأحمد عيد
بدلاً من السقا إلى درجة إننا كنا لاحظنا بقاء مدافعين مصريين في الخلف
هذه التقدم أوجد خللاً في عمق الدفاعي المصري وشجع الجزائر على أشراك كريم
مطمور لعمل الهجمات المضادة السريعة تارة لفك الضغط عن الدفاع الجزائري
وأخرى لكسب الوقت لكن هذه الهجمات لم تكن خطرة نظراً لتعليمات الصارمة
التي أعطها المدرب إلى الظهيرين بعدم التقدم خشية إحراز المصرين الأهداف
عبر المريرات العرضية الساقطة في ال 6 ياردات في الدفاع الجزائري لينزف
الوقت سريعاً ولتعزف بعدها موسيقى (الراي )الجزائرية أناشيد الفوز
بإيقاعها الساحر (وهراني .تلمساني صحراوي) لفرحة التأهل الغالي إلى كاس
العالم بعد مخاض عسير مع (الجدعان) لخطف تذكرة جوهانسبيرغ العصية .
ملاحظات فنية
من خلال هذه المباراة خرجنا بعدة نقاط تحليلية هامة علّ يتداركها الفريقان في اقرب استحقاق قادم ومنها مايلي.
*يقول خوزيه مورينهو عندما تلتقي بفريق لثلاث مرات متتالية فما عليك
إلا أن تلعب بإستراتيجية لعب جديدة علها تخلق لك الفارق في أسلوب اللعب
والنتائج و طريقة التسجيل في حين إننا لاحظنا أن كلا الفريقين لعبا بنفس
الأسلوب والانتشار والتشكيل وبذلك غاب عن هذه المباراة عامل المفاجأة في
قلب النتائج .
* المعروف عن المنتخب المصري انه يلعب بأسلوب التكتيك الجماعي وانه ينقل
الكرات بجمل تكتيكية رائعة وبأقل لمسات كان المفروض بشحاتة أن يزج
بالمهاجم المهاري زيدان وان يعطي له خيارات فك الطوق الدفاع الجزائري عبر
إتباع الحلول الفردية نظرا لما يملكه من المصريين من لاعبين مهاريين مثل
عمرو وزيدان وابو تريكة أي أن يعطيهما حرية الاقتحام والتحدي ولعب ثنائيات
واحد اثنين و أوفر لاب وبعمل تقارب ما بين اللاعبين والاعتماد على اللعب
السريع وبالعمق على قوس الجزاء او تمريرات بنية بالعمق بلمسة واحدة
اعتماداً على المهارات وقد شاهدنا زيدان من خلال حالتي لعب فردية كاد أن
يقلب النتيجة رأسا على عقب.
* غاب عن الفريق المصري العمق الدفاعي في الكثير من الهجمات وقد شاهدنا
وعلى مدار المباراتين أن عدد مهاجمي الجزائر يساوي ويفوق عدد مدافعي
المصريين وان هدف فوز الجزائر جاء من حالة 3 ضد 3 وكان الأجدر بلاعبي
الوسط الجناحين الرجوع لعمل زيادة دفاعية إما لضغط او مناورة قيادة
الجزائريين او لقطع الكرات الخطرة وهذه نقطة ينبغي على الكادر الفني
دراستها لأنها ذات طريقة التي سجلت الجزائر أهدافها الثلاثة في اللقاء
الأول.
*الفريق الجزائري بدد عدد فرص في حالة الهجوم المرتد وأيضا بحاجة إلى
التركيز في إنهاء الهجمة المرتدة خصوصا كالتي توفرت للصايفي في الشوط
الثاني.
*أثبتت هذه المباراة حجم القوة الجسمانية والبدنية التي يتمتع بها لاعبو
الجزائر وخصوصا في خط الدفاع وبصورة أدق في حالات الواحد ضد والواحد
الدفاعية بأن بوقرة او حليش او نذير او يحيى كثيرا ما يلجؤون إلى الاحتكاك
الجسدي القانوني الذي مال لصالحهم بالإضافة إلى قوة الالتحام وسرعة
الانقضاض والقطع الهوائي والأرضي والسحب الكرة بطريقة المقص.
* هنا وبعد انتهاء هذا الديربي المثير لابد ان نثمن جهود الفريقين على
روعة الأداء والدروس المستنبطة من هكذا لقاءات كروية حماسية وبعد معرفة
بطاقة المتأهل العربي الوحيد سيبدأ من آلان بمؤازرة الفريق الجزائري
الشقيق ومطالبينه كشعوب عربية تعشق كرة القدم بجنون أن يكونوا خير سفراء
لكرتنا العربية
.