تعبت وسئمت من الكتابة في الموضوع ومع ذلك سأواصل إلى حين دون المساس
بكرامة مصر وشرفها وطيبة شعبها، لأننا في الجزائر نقدر الكرامة والشرف،
لكننا لا نسكت عن الحق، ولا نرضى بالظلم والافتراء والكذب.
جاء
الوقت كي نفضح دكاكين الفتنة ونعدد أكاذيبهم علينا وعلى شعبهم ونطلب منهم
التوقف عن تخدير القراء والمشاهدين، والتوقف عن المزايدة والمتاجرة بمهنة
شريفة عنوانها الأمانة والصدق.
وحتى أكون أمينا وصادقا أبدأ بتعداد
واحدة من أكبر الأكاذيب التي أطلقها الإعلام الجزائري في بداية الأزمة
عندما أعلن مقتل عشرات المناصرين الجزائريين في مباراة القاهرة مما أدى
إلى شحن الجماهير الجزائرية وإثارة مشاعرهم وحقدهم على كل ما هو مصري.
ولأن
الإعلام الجزائري مجموعة صحف مكتوبة لا يتعدى عمر تجربتها عشرون عاما،
ويصنعها شباب تغلبت عليهم مشاعرهم وهم يشاهدون صور أبنائهم بالدماء، فان
كذبتهم تهون أمام كل الأكاذيب التي يصنعها إلى اليوم زملائهم في مصر عبر
مختلف القنوات التلفزيونية ومحطات الإذاعة والصحف والمجلات، ويساهم في
صنعها مسئولون في مختلف المواقع ثم يعودون من دون حرج ولا خجل ليقولوا
أشياء أخرى.
قالوا لشعبهم أن الجزائريين كسروا الأوتوبيس وضربوا
أنفسهم ووضعوا الطماطم على رؤوسهم، وعادوا اليوم ليعترفوا بأنفسهم دون خجل
بأن مناصريهم فعلوا ذلك.
قالوا من قبل أن لاعبيهم في البليدة
تعرضوا لحالات تسمم، قبل أن يطل علينا الزميل أحمد شوبير ويشهد بأن التسمم
حدث في طائرة الخطوط الجوية المصرية التي نقلتهم إلى الجزائر.
قالوا
لشعبهم أن الجزائريين ليسوا عربا، وهمج وبربر وإرهابيون اعتدوا على
مناصريهم في الخرطوم، وقتلوهم وذبحوهم دون أن يصاب منهم أحد من كل الذين
كانوا يصرخون ويبكون على شاشات التلفزيون، ثم عادوا إلى رشدهم يثمنون
التنظيم الجزائري في الخرطوم، ويتهمون اتحادهم ومسؤوليهم بالإهمال.
قالوا
لشعبهم بأنهم لن يسكتوا حتى تعتذر الجبال عن شموخها وتعتذر الجزائر على
تحديها لمصر، وهاهم اليوم يعترفون بأن اتحادهم أرسل مشروع رسالة اعتذار
إلى الاتحاد الجزائري الذي رفضها.
قالوا أنهم سينسحبون من اتحاد
شمال إفريقيا الذي يرأسه روراوة، لكنهم لم يفعلوا بل أطلقوا كذبة أخرى
بقولهم أن روراوة عفا على إبراهيم حسن، وبأن الأمور عادت إلى طبيعتها مع
الاتحاد الجزائري.
قالوا أن بوتفليقة رئيس عصابة، وروراوة صهيوني
والدته مدفونة في إسرائيل، وسفيرنا في القاهرة منافق، وشعبنا لقيط، وجريدة
الشروق تمولها إسرائيل، وأساء إلينا أبناء الرئيس والساسة والمثقفون
والفنانون، وعندما اقترب موعد الحساب في الفيفا عاد وزرائهم ورئيس اتحادهم
وإعلامهم وبعض من شتمونا ليقولوا بأننا شعب عظيم وإخوة وعرب، وهاهو ميدو
يقول بأن الجزائر تستحق الذهاب إلى المونديال.
قالوا لجماهيرهم
أنهم حظروا ملفا قويا قدموه للفيفا سينصفهم، ليتضح في ما بعد أنهم لم
يفعلوا شيئا، بل أهانوا مصر عندما وقف اتحادها في قفص الاتهام معترفا
بالاعتداء على الوفد الجزائري.
قالوا لجماهيرهم أنهم يستحقون
التأهل إلى المونديال والجزائر سرقته منهم، ولم يذكروهم بأن الجزائر فازت
عليهم فوق الميدان في البليدة والخرطوم، وأنهم في القاهرة سجلوا عليها في
الوقت بدل الضائع، ولم يقولوا لهم بأن استفزازهم للجزائريين والاعتداء على
لاعبيهم ومناصريهم واستصغارهم والتصفير على نشيدهم في القاهرة هي العوامل
التي حفزت الجزائريين على الانتفاضة في أم درمان.
قالوا وقالوا
وقالوا، ثم عادوا وقالوا، ولا زالوا يقولون ويتاجرون ويفترون ويكذبون على
أنفسهم وجماهيرهم، وسيواصلون الكذب عندما تصدر العقوبات، وسيقولون أن
روراوة له نفوذ في الفيفا، وبلاتر له مصالح مع الجزائر. ومع ذلك أدعوهم
للتوقف باسم الضمير وليس باسم العروبة ولا الأخوة لأننا لسنا عربا حسب
قولهم ولسنا إخوة! أدعوهم للتوقف عن الكذب من أجل مصر لأنهم عندما يسكتون
عن الكذب والافتراء والتضليل يفوز منتخب مصر مثلما حدث في أنغولا.