الحزبية الممقوتة
لفضيلة الشيخ د. عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم
فمصطلح " الحزب " و " الحزبية " :
مصطلح شاع الحديث عنه فى المجالس ،
وكثر الخوض فيه ،
وهو مصطلح أطلق في كتاب الله تعالى على معنيين اثنين : معنى محمود ، ومعنى مذموم ،
فمن أطلق على هذا المصطلح الذم دون تقييد ، أو العكس ؛
فقد خرج عن الصواب .
ان " الحزب " قد ينسب إلى الله تعالى فيكون محمودًا ،
وقد ينسب إلى الشيطان أو أحد أعوانه فيكون مذمومًا .
قال الله تعالى عن الأول :
( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
[ المجادلة : 22 ] .
أى : جنده الذين يمتثلون أوامره ، ويقاتلون أعداءه ،
وينصرون أولياءه .
وعن الثاني يقول تعالى :
( أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) .
[ المجادلة : 19 ] .
أى : جنوده وأتباعه ورهطه .
فحزب الله :
هم جماعة المسلمين الذين أمر المسلم بالانضمام إليهم
( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) .
[ آل عمران : 103 ] .
ونهى عن مفارقتهم والخروج عليهم
( فإن من خرج عن الجماعة قيد شبر ؛ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ) ،
وإذا مات ( مات ميتة جاهلية ) .
وهذا الحزب الذى هو جماعة المسلمين ،
وهم الذين انتظمهم إمام معلوم له قدرة ، ينفذ الحدود ،
ويردع الظالم ، ويقيم الصلاة .
فهذا حزب الله يمدح أهله ،
ويحمدون في الشرع إذً هم الناجون السالمون ،
نجوا من النار وسلموا من البدع ،
فلا يسع المسلم سوى اللحوق بركبهم ،
ونصرتهم والذب عنهم والنصح لهم .
ومن خرج عن هذه الدائرة جماعة المسلمين ؛ فقد خرج إلى " حزب الشيطان "
بشعبه العديدة ،
وطرقه الكثيرة الموصلة إلى سخط الله والنار .
فالكفار : حزب الشيطان ،
والمشركون : حزب الشيطان ،
وأهل البدع - الخوارج ، والجهمية ، والقدرية ، والرافضة - : حزب الشيطان ،
وهكذا كل من فارق جماعة المسلمين بقلبه ، أو يده ، أو لسانه ؛ فهو من حزب الشيطان .
فمن جاء إلى بلاد مسلمة ؛ كالبلاد السعوديه ،
فأقام حزبًا ، أو دعى إلى إقامه حزب ، فهو على غير هدى ، وهو فى ضلال عريض ،
نصوص الوحى الشريف تبطل عمله ، وتدحض حجته ، وتلحقه بأهل الجاهلية الأولى ، أيًا كان قصده ، وعلى أى حال كانت نيته ، فليس له حجة مقبولة عند الله تعالى ؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم - :
( من نزع يدًا من طاعة لقى الله يوم القيامة ولا حجة له ) .
وبيان فساد حجته واضح جلى ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - ذكر حالين ؛ - كما فى حديث حذيفة - ، وذكر حكم كل حال ببيان واضح صريح ، فالحال الأولى : حال وجود جماعة المسلمين ، والحكم عندئذ : وجوب الاعتصام بها ولزومها ، وتحريم الخروج عليها .
والجماعة : هى من قام عليها حاكم مسلم له سلطة ، ينفذ بها الحدود ، ويرد بها المظالم ، ويحمى بها البلاد من الأعداء ، ويقيم الصلاة .
والحال الثانيه : حال عدم وجود جماعة المسلمين ، فليس للمسلمين إمام يجتمعون عليه ، يقيم فيهم القسط ، وشعائر الله ، والحكم - عندئذ - اعتزال الفرق كلها .
لفضيلة الشيخ د. عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم
فمصطلح " الحزب " و " الحزبية " :
مصطلح شاع الحديث عنه فى المجالس ،
وكثر الخوض فيه ،
وهو مصطلح أطلق في كتاب الله تعالى على معنيين اثنين : معنى محمود ، ومعنى مذموم ،
فمن أطلق على هذا المصطلح الذم دون تقييد ، أو العكس ؛
فقد خرج عن الصواب .
ان " الحزب " قد ينسب إلى الله تعالى فيكون محمودًا ،
وقد ينسب إلى الشيطان أو أحد أعوانه فيكون مذمومًا .
قال الله تعالى عن الأول :
( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
[ المجادلة : 22 ] .
أى : جنده الذين يمتثلون أوامره ، ويقاتلون أعداءه ،
وينصرون أولياءه .
وعن الثاني يقول تعالى :
( أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) .
[ المجادلة : 19 ] .
أى : جنوده وأتباعه ورهطه .
فحزب الله :
هم جماعة المسلمين الذين أمر المسلم بالانضمام إليهم
( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) .
[ آل عمران : 103 ] .
ونهى عن مفارقتهم والخروج عليهم
( فإن من خرج عن الجماعة قيد شبر ؛ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ) ،
وإذا مات ( مات ميتة جاهلية ) .
وهذا الحزب الذى هو جماعة المسلمين ،
وهم الذين انتظمهم إمام معلوم له قدرة ، ينفذ الحدود ،
ويردع الظالم ، ويقيم الصلاة .
فهذا حزب الله يمدح أهله ،
ويحمدون في الشرع إذً هم الناجون السالمون ،
نجوا من النار وسلموا من البدع ،
فلا يسع المسلم سوى اللحوق بركبهم ،
ونصرتهم والذب عنهم والنصح لهم .
ومن خرج عن هذه الدائرة جماعة المسلمين ؛ فقد خرج إلى " حزب الشيطان "
بشعبه العديدة ،
وطرقه الكثيرة الموصلة إلى سخط الله والنار .
فالكفار : حزب الشيطان ،
والمشركون : حزب الشيطان ،
وأهل البدع - الخوارج ، والجهمية ، والقدرية ، والرافضة - : حزب الشيطان ،
وهكذا كل من فارق جماعة المسلمين بقلبه ، أو يده ، أو لسانه ؛ فهو من حزب الشيطان .
فمن جاء إلى بلاد مسلمة ؛ كالبلاد السعوديه ،
فأقام حزبًا ، أو دعى إلى إقامه حزب ، فهو على غير هدى ، وهو فى ضلال عريض ،
نصوص الوحى الشريف تبطل عمله ، وتدحض حجته ، وتلحقه بأهل الجاهلية الأولى ، أيًا كان قصده ، وعلى أى حال كانت نيته ، فليس له حجة مقبولة عند الله تعالى ؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم - :
( من نزع يدًا من طاعة لقى الله يوم القيامة ولا حجة له ) .
وبيان فساد حجته واضح جلى ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - ذكر حالين ؛ - كما فى حديث حذيفة - ، وذكر حكم كل حال ببيان واضح صريح ، فالحال الأولى : حال وجود جماعة المسلمين ، والحكم عندئذ : وجوب الاعتصام بها ولزومها ، وتحريم الخروج عليها .
والجماعة : هى من قام عليها حاكم مسلم له سلطة ، ينفذ بها الحدود ، ويرد بها المظالم ، ويحمى بها البلاد من الأعداء ، ويقيم الصلاة .
والحال الثانيه : حال عدم وجود جماعة المسلمين ، فليس للمسلمين إمام يجتمعون عليه ، يقيم فيهم القسط ، وشعائر الله ، والحكم - عندئذ - اعتزال الفرق كلها .