بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن الأحاديث الضعيفة التي انتشرت بين الناس على مستوياتهم كافة كثيرة جدا, حتى إنهم لا يكادون يذكرون الصحيح – على كثرته أيضا- ولا يفتئون عن ذكر الضعيف, و رحم الله الإمام " عبد الله بن المبارك " القائل " في صحيح الحديث شغل عن سقيمه " .
وليس يخفى أن بعض هذه الأحاديث تحوي معاني صحيحة, ثابتة في شرعنا الحنيف كتابا وسنة, لكن هذا وحده لا يسوغ لنا أن ننسب لرسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ما ليس بثابت عنه, و بخاصة – و لله الحمد- أن هذه الأمة من بين الأمم كلها اختصها الله سبحانه بالإسناد, فبه يعرف المقبول من المردود , والصحيح من الضعيف, وهو علم دقيق للغاية, ولقد صدق وبر من سماه )منطق المنقول وميزان تصحيح الأخبار ( ، قال الشيخ " محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله " : ـ لا يجوز لأحد أن يروي حديثا إلا وهو يعلم هل يصح ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم لا ؟: لحديث ((من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار (( رواه البخاري .
و حرصا على تعميم الفائدة ، و دفاعا عن سنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ و نظرا لاشتهار بعض الأحاديث غير الثابتة الخاصة بشهر شعبان ، إليكم أحبتي في الله هذه الطائفة من الأحاديث غير الثابتة مما مكنني الله من جمعه من بعض الكتب و بعض المواقع ، سائلا العلي القدير أن ينفعنا جميعا بكتابه و سنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
الحديث الأول:
(( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فربما أخرَّ ذلك حتى يجتمعَ عليه صوم السنة فيصوم شعبان )) .
وهذا الحديث ضعيف أخرجه الطبراني في الأوسط عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، قال الحافظ في الفتح: " فيه ابن أبي ليلى ضعيف ".
الحديث الثاني:
(( كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبلغنا رمضان )).
والحديث رواه البزار ، والطبراني في الأوسط ، و البيهقي في فضائل الأوقات ، عن أنس ـ رضي الله عنه ـ ، وقد ضعفه الحافظ في تبين العجب ، وقال : " فيه زائدة بن أبي الرُّقَاد ، قال فيه أبو حاتم يحدث عن زياد النُّمَيْرِي ، عن أنس بأحاديث مرفوعة منكرة ، فلا يُدرى منه أو من زياد " .
وقال فيه البخاري : " منكر الحديث " .
وقال النسائي في السنن : " لا أدري من هو " .
وقال ابن حبان : " لا يُحتج بخبره ".
الحديث الثالث:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ : (( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يصم بعد رمضان إلا رجب وشعبان )).
وقد حكم عليه الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في تبين العجب بالنكارة من أجل يوسف بن عطية ، فإنه ضعيف جدا.
الحديث الرابع:
(( رجب شهر الله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي )).
وهذا الحديث باطل موضوع، قال فيه الحافظ-رحمه الله- في تبين العجب : " رواه أبو بكر النقاش المفسر ، وسنده مركب ، ولا يعرف لعلقمة سماع من أبي سعيد ، والكسائي المذكور في السند لا يُدرى من هو ، والعهدة في هذا الإسناد على النقاش ، وأبو بكر النقاش ضعيف متروك الحديث قاله الذهبي في الميزان ".
قلت وقد جاء هذا اللفظ ضمن حديث طويل في فضل رجب ، وفي حديث صلاة الرغائب حكم عليهما الحافظ ـ رحمه الله ـ بالوضع في تبين العجب ، وجاء من طريق آخر بلفظ (( شعبان شهري ، ورمضان شهر الله)) عند الديلمي في مسند الفردوس عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، وفيه الحسن بن يحي الخشني ، قال الذهبي : " تركه الدارقطني " ، وقد ضعف الحديث السيوطي والألباني ـ رحم الله الجميع ـ .
الحديث الخامس:
(( خيرة الله من الشهور ، وهو شهر الله ، من عظم شهر رجب ، فقد عظم أمر الله ، أدخله جنات النعيم ، وأوجب له رضوانه الأكبر، وشعبان شهري ، فمن عظم شهر شعبان فقد عظم أمري، ومن عظم أمري كنت له فرطا وذخرا يوم القيامة ، وشهر رمضان شهر أمتي ، فمن عظم شهر رمضان وعظم حرمته ولم ينتهكه وصام نهاره وقام ليله وحفظ جوارحه خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطالبه الله تعالى به )).
حكم الحافظ ـ رحمه الله ـ في تبين العجب بالوضع ، وقال: " قال البيهقي: هذا حديث منكر بمرة ، قلت (أي الحافظ-رحمه الله-):بل هو موضوع ظاهر الوضع ، بل هو من وضع نوح الجامع وهو أبو عصمة الدين ، قال عنه ابن المبارك لما ذكره لوكيع: عندنا شيخ يقال له أبو عصمة ، كان يضع الحديث ، وهو الذي كانوا يقولون فيه: نوح الجامع جمع كل شئ إلا الصدق وقال الخليلي: أجمعوا على ضعفه " .
الحديث السادس:
(( فضل رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر الأذكار ، وفضل شعبان على سائر الشهور كفضل محمد على سائر الأنبياء ، وفضل رمضان على سائر الشهور كفضل الله على عباده )) .
وحكم الحافظ-رحمه الله- على الحديث بالوضع ، وقال : " السقطي هو الآفة ، وكان مشهورا بوضع الحديث ، وتركيب الأسانيد ".
الحديث السابع:
(( تدرون لم سمي شعبان ؟ لأنه يُتَشَعَّبُ فيه لرمضان خير كثير ، وإنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يذيبها من الحر )).
حكم السيوطي-رحمه الله- على هذا الحديث بالوضع ، والحديث رواه أبو الشيخ من حديث أنس ، وفيه زياد بن ميمون وقد اعترف بالكذب.
الحديث الثامن:
(( أفضل الصوم بعد رمضان شعبان لتعظيم رمضان ، وأفضل الصدقة صدقة في رمضان )) .
والحديث رواه الترمذي و البيهقي في الشعب ، عن أنس-رضي الله عنه- ، وقال الترمذي: " غريب " ، وضعفه السيوطي والألباني-رحم الله الجميع-
والحديث فيه صدقة بن موسى ، قال الذهبي في المهذب : " صدقة ضعفوه " ، ويزاد على هذا أن في متنه نكارة ؛ لمخالفته ما جاء في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- مرفوعا: (( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم.........الحديث )) .
الحديث التاسع:
عن عائشة ، قالت: (( كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وكان أكثر صيامه في شعبان ، فقلت يا رسول الله: مالي أرى أكثر صيامك في شعبان ، فقال: يا عائشة إنه شهر ينسخ لملك الموت من يقبض ، فأحب أن لا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم )).
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث: " سألت أبي عن حديث............. (وذكر الحديث) قال أبي: هذا حديث منكر " .
قلت وأول الحديث (( كان.....إلى...لا يصوم)) قد جاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-، وقولها-رضي الله عنها- (( وكان أكثر صيامه في شعبان)) جاء بمعناه في هذا الحديث ، ويقصد أبو حاتم-رحمه الله- بالنكارة الجزء الأخير من الحديث (( فقلت...إلى آخره)).
الحديث العاشر :
حديث : (( من أحيا الليالي الخمس ؛ وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان )) أنظر : كتاب ضعيف الترغيب للألباني حديث رقم 667 .
الحديث الحادي عشر :
حديث : (( من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ))
أنظر : كتاب ميزان الاعتدال للذهبي 5 / 372 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1405هـ ، و كتاب الإصابة لأبن حجر 5 / 580 طبعة دار الجيل 1412هـ ، و كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2 / 562 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ .
الحديث الثاني عشر :
حديث : (( من صلى ليلة النصف من شعبان ثلاث مئة ركعة ( في لفظ ثنتي عشر ركعة ) يقرأ في كل ركعة ثلاثين مرة قل هو الله أحد شفع في عشرة قد استوجبوا النار ))
أنظر : كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 566 طبعة الرسالة لعام 1405هـ ، و كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ ، و كتاب نقد المنقول لزرعي 1 / 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ .
الحديث الثالث عشر :
حديث : (( من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد بعث الله إليه مئة ألف ملك يبشرونه ))
أنظر : كتاب لسان الميزان لأبن حجر 5 / 271 طبعة مؤسسة الأعلمي لعام 1405هـ ، و كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ ، و كتاب نقد المنقول لزرعي 1 / 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ .
الحديث الرابع عشر :
حديث : (( يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف قل هو الله أحد قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة ))
أنظر : كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ ، و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 566 طبعة الرسالة لعام 1405هـ ، و كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 50 ، و كتاب نقد المنقول لزرعي 1 / 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ
الحديث الخامس عشر :
حديث : (( أتاني جبريل عليه السلام فقال لي هذه ليلة النصف من شعبان و لله فيها عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب ))
أنظر : كتاب السنن للترمذي 3 / 116 طبعة دار إحياء التراث ، و كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2 / 556 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ ، و كتاب ضعيف ابن ماجه للألباني حديث رقم 295
الحديث السادس عشر :
حديث : (( خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، و ليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، و ليلة الفطر، و ليلة النحر ))
أنظر : كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم 1452 .
الحديث السابع عشر :
حديث تخصيص صيام نهار ليلة النصف من شعبان و قيام ليلها : (( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ))
انظر : كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2 / 562 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ ، و كتاب مصباح الزجاجة للكناني 2 / 10 طبعة دار العربية لعام 1403هـ ، و كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 51 ، و كتاب تحفة الأحوذي للمباركفوري 3 / 366 طبعة دار الكتب العلمية ، و كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم 2132 .
فاللهم أحينا على سنة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، و أمتنا على ملته ، و احشرنا في زمرته .
أخوكم : عمار جعيل
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن الأحاديث الضعيفة التي انتشرت بين الناس على مستوياتهم كافة كثيرة جدا, حتى إنهم لا يكادون يذكرون الصحيح – على كثرته أيضا- ولا يفتئون عن ذكر الضعيف, و رحم الله الإمام " عبد الله بن المبارك " القائل " في صحيح الحديث شغل عن سقيمه " .
وليس يخفى أن بعض هذه الأحاديث تحوي معاني صحيحة, ثابتة في شرعنا الحنيف كتابا وسنة, لكن هذا وحده لا يسوغ لنا أن ننسب لرسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ما ليس بثابت عنه, و بخاصة – و لله الحمد- أن هذه الأمة من بين الأمم كلها اختصها الله سبحانه بالإسناد, فبه يعرف المقبول من المردود , والصحيح من الضعيف, وهو علم دقيق للغاية, ولقد صدق وبر من سماه )منطق المنقول وميزان تصحيح الأخبار ( ، قال الشيخ " محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله " : ـ لا يجوز لأحد أن يروي حديثا إلا وهو يعلم هل يصح ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم لا ؟: لحديث ((من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار (( رواه البخاري .
و حرصا على تعميم الفائدة ، و دفاعا عن سنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ و نظرا لاشتهار بعض الأحاديث غير الثابتة الخاصة بشهر شعبان ، إليكم أحبتي في الله هذه الطائفة من الأحاديث غير الثابتة مما مكنني الله من جمعه من بعض الكتب و بعض المواقع ، سائلا العلي القدير أن ينفعنا جميعا بكتابه و سنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
الحديث الأول:
(( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فربما أخرَّ ذلك حتى يجتمعَ عليه صوم السنة فيصوم شعبان )) .
وهذا الحديث ضعيف أخرجه الطبراني في الأوسط عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، قال الحافظ في الفتح: " فيه ابن أبي ليلى ضعيف ".
الحديث الثاني:
(( كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبلغنا رمضان )).
والحديث رواه البزار ، والطبراني في الأوسط ، و البيهقي في فضائل الأوقات ، عن أنس ـ رضي الله عنه ـ ، وقد ضعفه الحافظ في تبين العجب ، وقال : " فيه زائدة بن أبي الرُّقَاد ، قال فيه أبو حاتم يحدث عن زياد النُّمَيْرِي ، عن أنس بأحاديث مرفوعة منكرة ، فلا يُدرى منه أو من زياد " .
وقال فيه البخاري : " منكر الحديث " .
وقال النسائي في السنن : " لا أدري من هو " .
وقال ابن حبان : " لا يُحتج بخبره ".
الحديث الثالث:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ : (( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يصم بعد رمضان إلا رجب وشعبان )).
وقد حكم عليه الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في تبين العجب بالنكارة من أجل يوسف بن عطية ، فإنه ضعيف جدا.
الحديث الرابع:
(( رجب شهر الله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي )).
وهذا الحديث باطل موضوع، قال فيه الحافظ-رحمه الله- في تبين العجب : " رواه أبو بكر النقاش المفسر ، وسنده مركب ، ولا يعرف لعلقمة سماع من أبي سعيد ، والكسائي المذكور في السند لا يُدرى من هو ، والعهدة في هذا الإسناد على النقاش ، وأبو بكر النقاش ضعيف متروك الحديث قاله الذهبي في الميزان ".
قلت وقد جاء هذا اللفظ ضمن حديث طويل في فضل رجب ، وفي حديث صلاة الرغائب حكم عليهما الحافظ ـ رحمه الله ـ بالوضع في تبين العجب ، وجاء من طريق آخر بلفظ (( شعبان شهري ، ورمضان شهر الله)) عند الديلمي في مسند الفردوس عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، وفيه الحسن بن يحي الخشني ، قال الذهبي : " تركه الدارقطني " ، وقد ضعف الحديث السيوطي والألباني ـ رحم الله الجميع ـ .
الحديث الخامس:
(( خيرة الله من الشهور ، وهو شهر الله ، من عظم شهر رجب ، فقد عظم أمر الله ، أدخله جنات النعيم ، وأوجب له رضوانه الأكبر، وشعبان شهري ، فمن عظم شهر شعبان فقد عظم أمري، ومن عظم أمري كنت له فرطا وذخرا يوم القيامة ، وشهر رمضان شهر أمتي ، فمن عظم شهر رمضان وعظم حرمته ولم ينتهكه وصام نهاره وقام ليله وحفظ جوارحه خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطالبه الله تعالى به )).
حكم الحافظ ـ رحمه الله ـ في تبين العجب بالوضع ، وقال: " قال البيهقي: هذا حديث منكر بمرة ، قلت (أي الحافظ-رحمه الله-):بل هو موضوع ظاهر الوضع ، بل هو من وضع نوح الجامع وهو أبو عصمة الدين ، قال عنه ابن المبارك لما ذكره لوكيع: عندنا شيخ يقال له أبو عصمة ، كان يضع الحديث ، وهو الذي كانوا يقولون فيه: نوح الجامع جمع كل شئ إلا الصدق وقال الخليلي: أجمعوا على ضعفه " .
الحديث السادس:
(( فضل رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر الأذكار ، وفضل شعبان على سائر الشهور كفضل محمد على سائر الأنبياء ، وفضل رمضان على سائر الشهور كفضل الله على عباده )) .
وحكم الحافظ-رحمه الله- على الحديث بالوضع ، وقال : " السقطي هو الآفة ، وكان مشهورا بوضع الحديث ، وتركيب الأسانيد ".
الحديث السابع:
(( تدرون لم سمي شعبان ؟ لأنه يُتَشَعَّبُ فيه لرمضان خير كثير ، وإنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يذيبها من الحر )).
حكم السيوطي-رحمه الله- على هذا الحديث بالوضع ، والحديث رواه أبو الشيخ من حديث أنس ، وفيه زياد بن ميمون وقد اعترف بالكذب.
الحديث الثامن:
(( أفضل الصوم بعد رمضان شعبان لتعظيم رمضان ، وأفضل الصدقة صدقة في رمضان )) .
والحديث رواه الترمذي و البيهقي في الشعب ، عن أنس-رضي الله عنه- ، وقال الترمذي: " غريب " ، وضعفه السيوطي والألباني-رحم الله الجميع-
والحديث فيه صدقة بن موسى ، قال الذهبي في المهذب : " صدقة ضعفوه " ، ويزاد على هذا أن في متنه نكارة ؛ لمخالفته ما جاء في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- مرفوعا: (( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم.........الحديث )) .
الحديث التاسع:
عن عائشة ، قالت: (( كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وكان أكثر صيامه في شعبان ، فقلت يا رسول الله: مالي أرى أكثر صيامك في شعبان ، فقال: يا عائشة إنه شهر ينسخ لملك الموت من يقبض ، فأحب أن لا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم )).
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث: " سألت أبي عن حديث............. (وذكر الحديث) قال أبي: هذا حديث منكر " .
قلت وأول الحديث (( كان.....إلى...لا يصوم)) قد جاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-، وقولها-رضي الله عنها- (( وكان أكثر صيامه في شعبان)) جاء بمعناه في هذا الحديث ، ويقصد أبو حاتم-رحمه الله- بالنكارة الجزء الأخير من الحديث (( فقلت...إلى آخره)).
الحديث العاشر :
حديث : (( من أحيا الليالي الخمس ؛ وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان )) أنظر : كتاب ضعيف الترغيب للألباني حديث رقم 667 .
الحديث الحادي عشر :
حديث : (( من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ))
أنظر : كتاب ميزان الاعتدال للذهبي 5 / 372 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1405هـ ، و كتاب الإصابة لأبن حجر 5 / 580 طبعة دار الجيل 1412هـ ، و كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2 / 562 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ .
الحديث الثاني عشر :
حديث : (( من صلى ليلة النصف من شعبان ثلاث مئة ركعة ( في لفظ ثنتي عشر ركعة ) يقرأ في كل ركعة ثلاثين مرة قل هو الله أحد شفع في عشرة قد استوجبوا النار ))
أنظر : كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 566 طبعة الرسالة لعام 1405هـ ، و كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ ، و كتاب نقد المنقول لزرعي 1 / 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ .
الحديث الثالث عشر :
حديث : (( من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد بعث الله إليه مئة ألف ملك يبشرونه ))
أنظر : كتاب لسان الميزان لأبن حجر 5 / 271 طبعة مؤسسة الأعلمي لعام 1405هـ ، و كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ ، و كتاب نقد المنقول لزرعي 1 / 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ .
الحديث الرابع عشر :
حديث : (( يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف قل هو الله أحد قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة ))
أنظر : كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ ، و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 566 طبعة الرسالة لعام 1405هـ ، و كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 50 ، و كتاب نقد المنقول لزرعي 1 / 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ
الحديث الخامس عشر :
حديث : (( أتاني جبريل عليه السلام فقال لي هذه ليلة النصف من شعبان و لله فيها عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب ))
أنظر : كتاب السنن للترمذي 3 / 116 طبعة دار إحياء التراث ، و كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2 / 556 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ ، و كتاب ضعيف ابن ماجه للألباني حديث رقم 295
الحديث السادس عشر :
حديث : (( خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، و ليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، و ليلة الفطر، و ليلة النحر ))
أنظر : كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم 1452 .
الحديث السابع عشر :
حديث تخصيص صيام نهار ليلة النصف من شعبان و قيام ليلها : (( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ))
انظر : كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2 / 562 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ ، و كتاب مصباح الزجاجة للكناني 2 / 10 طبعة دار العربية لعام 1403هـ ، و كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 51 ، و كتاب تحفة الأحوذي للمباركفوري 3 / 366 طبعة دار الكتب العلمية ، و كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم 2132 .
فاللهم أحينا على سنة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، و أمتنا على ملته ، و احشرنا في زمرته .
أخوكم : عمار جعيل
عدل سابقا من قبل عمار جعيل في الإثنين 09 أغسطس 2010, 17:32 عدل 1 مرات