بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و عيدكم مبارك ، تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال
عن النعمان بن بشير ـ رضي الله ـ عنهما قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب)) صحيح الترغيب و الترهيب.
وجاء في كتاب : " الآداب الشرعية و المنح المرعية " للإمام " المقدسي " في شرح فصل من لا يشكر الناس لم يشكر الله : " معناه أن الله تعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر أمرهم لاتصال أحد الأمرين بالآخر.
وقيل معناه : أن من كان عادته وطبعه كفران نعمة الناس وترك شكره لهم كان من عادته كفر نعمة الله عز وجل وترك الشكر له .
و قيل معناه أنّ من لا يشكر النّاس كان كمن لا يشكر الله عز وجل وأنّ شكره كما تقول لا يحبني من لا يحبك أي : أن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أحبني يحبك ، ومن لا يحبك فكأنه لم يحبني.
وهذه الأقوال مبنية على رفع اسم الله عز وجل ونصب."
و أحقّ النّاس بالشكر بعد الله تعالى ، شيوخنا و أساتذتنا و المحسنون الذين بتظافر جهودهم يدخل السرور على قلوب المسلمين و تكشف الكُرُبات ، و يقضى دَيْن المَدِين ، و يطعم الجائع لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم : (( أحبّ النّاس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربةً ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً ، ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته ، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة ، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام ، وإن سوء الخُلُق ليُفْسد العمل كما يُفْسد الخلُّ العَسَل )) رواه ابن أبي الدنيا وحسَّنه الألباني .
بناء على ما سبق ذكره و من باب شكر النّاس على عملهم الخيري ، فقد أعلن في درس صلاة عيد الفطر المبارك يوم الجمعة 10 سبتمبر 2010 م ، إمام مسجد الأنصار ببريكة أن أزيد من 350 أسرة استفادت من أظرفة بها مساعدات مادية بمبادرة و سعي الشيخ " عمّار جعيل " و وزّعت على مختلف أحياء بريكة منها ما وزّع في مسجد الأنصار و منها ما وزّع في مسجد أبي ذر الغفاري بالعطعوطة و منها ما وزع عن طريق بعض الثقات في عدّة أحياء من بريكة ( ابن باديس ، جامبيار ، طريق باتنة ، الدرناني ... ) .
فبارك الله في شيخنا " عمار جعيل " صاحب المبادرة و شفاه الله و عافاه و ردّ عليه صحته لأنّ الأمّة في حاجة لأمثاله من الخيّرين الطيّبين الذين لا يعيقهم عائق و لا يحبسهم حابس عن المبادرة بعمل الخير حتى في حالة العجز و المرض ، و صدقت يوم أن قلت في درس من دروسك السابقة : " لست بصاحب المال و لكنني مجرد سفير بين الأغنياء و الفقراء " .
و جزى الله المحسنين الذين جادوا بمالهم خير الجزاء ، (( فنعم المال الصالح في يد الرجل الصالح )) ، و بارك في أعمارهم و أموالهم و أوقاتهم و أزواجهم و أولادهم ، و الله أسأل أن يشفي مريضهم ، و يوفق و يصلح أبناءهم و أهليهم ، و أن يغدق عليهم من فضله و كرمه .
ملاحظة : لقد قمنا بزيارة للشيخ عمار جعيل بعد صلاة العيد في بيته و غرفته الخاصّة ـ رغم ضيقها ـ و هو مريض و يحتاج لدعواتكم جميعا .
الأستاذ : مؤمن