بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فها هو الشهر الفضيل قد آذن بالرحيل ، ولم يبق منه إلا يوم أو يومان ، فياليت شعري من منا المقبول فنهنيه ، ومن منا المحروم فنعزيه ..
لكن لم ينته سباق الخير بعد ، فقد بقي وقتٌ لا بأس به ليستدرك الإنسان ما فاته ، ويجتهد في ما تبقّى من وقت .
ثم يدخل علينا بعد ذلك يومٌ شُرع لنا الفرحُ فيه ، وحرم علينا صومه ، قد جعله الله يوم فرح وسرور لمن أتم صيام الشهر وقام لياليه ، ألا وهو يوم عيد الفطر .
وقد شرع لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُنناً نقوم بها في هذا اليوم ، وإليك هذه السنن :
أولا : الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة :
فقد صح في الموطأ وغيره : (( أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى )). الموطأ 428
وذكر النووي ـ رحمه الله ـ اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد .
والمعنى الذي يستحب بسببه الاغتسال للجمعة وغيرها من الاجتماعات العامة موجود في العيد بل لعله في العيد أبرز .
ثانيا : الأكل قبل الخروج إلى الصلاة في عيد الفطر
من الآداب ألا يخرج في عيد الفطر إلى الصلاة حتى يأكل تمرات لما روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا )). البخاري 953
وإنما استحب الأكل قبل الخروج مبالغة في النهي عن الصوم في ذلك اليوم وإيذانا بالإفطار وانتهاء الصيام .
وعلل ابن حجر ـ رحمه الله ـ " بأنّ في ذلك سداً لذريعة الزيادة في الصوم ، وفيه مبادرة لامتثال أمر الله ". فتح الباري 2/446
ومن لم يجد تمرا فليفطر على أي شيء مباح .
ثالثا : التكبير يوم العيد
وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى : (( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون )) .
وعن الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين ، قالا :" نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام " .
وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال ( كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى )) قال وكيع يعني التكبير . انظر : إرواء الغليل 3/122
وروى الدارقطني وغيره (( أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى ، ثم يكبر حتى يخرج الإمام )) .
وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الزهري قال ( كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا )) . انظر : إرواء الغليل 2/121
ولقد كان التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول الإمام أمراً مشهوراً جداً عند السلف وقد نقله جماعة من المصنفين كابن أبي شيبة و عبدالرزاق والفريابي في كتاب ( أحكام العيدين ) عن جماعة من السلف ومن ذلك أن نافع بن جبير كان يكبر ويتعجب من عدم تكبير الناس فيقول : ( ألا تكبرون ) .
ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد .
صفة التكبير :
ورد في مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : (( أنه كان يكبر أيام التشريق : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد )). ورواه ابن أبي شيبة مرة أخرى بالسند نفسه بتثليث التكبير .
أي : الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
رابعا : التهنئـــــــــــة
ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيا كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض : " تقبل الله منا ومنكم ، أو عيد مبارك" ، وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة .
وعن جبير بن نفير ، قال ( كان أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ، تُقُبِّل منا ومنك )) . قال ابن حجر : " إسناده حسن" . فتح الباري 2/446
فالتهنئة كانت معروفة عند الصحابة ورخص فيها أهل العلم كالإمام أحمد وغيره ، وقد ورد ما يدل عليه من مشروعية التهنئة بالمناسبات وتهنئة الصحابة بعضهم بعضا عند حصول ما يسر مثل أن يتوب الله تعالى على امرئ فيقومون بتهنئته بذلك إلى غير ذلك .
ولا ريب أن هذه التهنئة من مكارم الأخلاق والمظاهر الاجتماعية الحسنة بين المسلمين .
خامسا : التجمّل للعيدين
عن عبد الله بن عُمَرَ ـ رضي الله عنهما ـ قَالَ ( أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ( أي : من حرير ) تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُود ،ِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ )) .. رواه البخاري 948
فأقرّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عمر على التجمّل للعيد لكنّه أنكر عليه شراء هذه الجبة لأنها من حرير .
وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : (( كان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة )) . صحيح ابن خزيمة 1765
وروى البيهقي بسند صحيح : (( أن ابن عمر كان يلبس للعيد أجمل ثيابه )) .
فينبغي للرجل أن يلبس أجمل ما عنده من الثياب عند الخروج للعيد .
سادسا : الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من آخر
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ : ((كَانَ النَّبِيُّ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ)) . رواه البخاري 986
قيل الحكمة من ذلك ليشهد له الطريقان عند الله يوم القيامة ، والأرض تحدّث يوم القيامة بما عُمل عليها من الخير والشرّ .
وقيل لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين .
وقيل لإظهار ذكر الله .
وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخوكم : عمار جعيل
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فها هو الشهر الفضيل قد آذن بالرحيل ، ولم يبق منه إلا يوم أو يومان ، فياليت شعري من منا المقبول فنهنيه ، ومن منا المحروم فنعزيه ..
لكن لم ينته سباق الخير بعد ، فقد بقي وقتٌ لا بأس به ليستدرك الإنسان ما فاته ، ويجتهد في ما تبقّى من وقت .
ثم يدخل علينا بعد ذلك يومٌ شُرع لنا الفرحُ فيه ، وحرم علينا صومه ، قد جعله الله يوم فرح وسرور لمن أتم صيام الشهر وقام لياليه ، ألا وهو يوم عيد الفطر .
وقد شرع لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُنناً نقوم بها في هذا اليوم ، وإليك هذه السنن :
أولا : الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة :
فقد صح في الموطأ وغيره : (( أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى )). الموطأ 428
وذكر النووي ـ رحمه الله ـ اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد .
والمعنى الذي يستحب بسببه الاغتسال للجمعة وغيرها من الاجتماعات العامة موجود في العيد بل لعله في العيد أبرز .
ثانيا : الأكل قبل الخروج إلى الصلاة في عيد الفطر
من الآداب ألا يخرج في عيد الفطر إلى الصلاة حتى يأكل تمرات لما روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا )). البخاري 953
وإنما استحب الأكل قبل الخروج مبالغة في النهي عن الصوم في ذلك اليوم وإيذانا بالإفطار وانتهاء الصيام .
وعلل ابن حجر ـ رحمه الله ـ " بأنّ في ذلك سداً لذريعة الزيادة في الصوم ، وفيه مبادرة لامتثال أمر الله ". فتح الباري 2/446
ومن لم يجد تمرا فليفطر على أي شيء مباح .
ثالثا : التكبير يوم العيد
وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى : (( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون )) .
وعن الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين ، قالا :" نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام " .
وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال ( كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى )) قال وكيع يعني التكبير . انظر : إرواء الغليل 3/122
وروى الدارقطني وغيره (( أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى ، ثم يكبر حتى يخرج الإمام )) .
وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الزهري قال ( كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا )) . انظر : إرواء الغليل 2/121
ولقد كان التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول الإمام أمراً مشهوراً جداً عند السلف وقد نقله جماعة من المصنفين كابن أبي شيبة و عبدالرزاق والفريابي في كتاب ( أحكام العيدين ) عن جماعة من السلف ومن ذلك أن نافع بن جبير كان يكبر ويتعجب من عدم تكبير الناس فيقول : ( ألا تكبرون ) .
ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد .
صفة التكبير :
ورد في مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : (( أنه كان يكبر أيام التشريق : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد )). ورواه ابن أبي شيبة مرة أخرى بالسند نفسه بتثليث التكبير .
أي : الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
رابعا : التهنئـــــــــــة
ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيا كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض : " تقبل الله منا ومنكم ، أو عيد مبارك" ، وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة .
وعن جبير بن نفير ، قال ( كان أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ، تُقُبِّل منا ومنك )) . قال ابن حجر : " إسناده حسن" . فتح الباري 2/446
فالتهنئة كانت معروفة عند الصحابة ورخص فيها أهل العلم كالإمام أحمد وغيره ، وقد ورد ما يدل عليه من مشروعية التهنئة بالمناسبات وتهنئة الصحابة بعضهم بعضا عند حصول ما يسر مثل أن يتوب الله تعالى على امرئ فيقومون بتهنئته بذلك إلى غير ذلك .
ولا ريب أن هذه التهنئة من مكارم الأخلاق والمظاهر الاجتماعية الحسنة بين المسلمين .
خامسا : التجمّل للعيدين
عن عبد الله بن عُمَرَ ـ رضي الله عنهما ـ قَالَ ( أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ( أي : من حرير ) تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُود ،ِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ )) .. رواه البخاري 948
فأقرّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عمر على التجمّل للعيد لكنّه أنكر عليه شراء هذه الجبة لأنها من حرير .
وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : (( كان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة )) . صحيح ابن خزيمة 1765
وروى البيهقي بسند صحيح : (( أن ابن عمر كان يلبس للعيد أجمل ثيابه )) .
فينبغي للرجل أن يلبس أجمل ما عنده من الثياب عند الخروج للعيد .
سادسا : الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من آخر
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ : ((كَانَ النَّبِيُّ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ)) . رواه البخاري 986
قيل الحكمة من ذلك ليشهد له الطريقان عند الله يوم القيامة ، والأرض تحدّث يوم القيامة بما عُمل عليها من الخير والشرّ .
وقيل لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين .
وقيل لإظهار ذكر الله .
وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخوكم : عمار جعيل